الإخلاص
صفات عباد الرحمن: الإخلاص
قال العز بن عبد السلام في تعريف الإخلاص, أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده، لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلب نفع ديني، ولا دفع ضرر دنيوي[1]
قال تعالى: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ.2 الزمر. فاعبد يا محمد الله وحده، وأخلص له جميع دينك.
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ … {3} الزمر. وقال قتادة, شهادة أن لا إله إلا الله.
وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ … {29} الأعراف. و المعنى, أن تعبد الله وحده, لا تشرك معه أحدا.
إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ[2] و أَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً {146} النساء
والمراد : الذين بدلوا الرياء بالإخلاص فينفعهم العمل الصالح ويكونون في زمرة المؤمنين.
عن حسن البصري رضي الله عنه, قال : فيما يحكى عن جبريل عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال تعالى ” الإخلاص سر من سري أودعته قلب من أحببت من عبادي [3].
عن زيد ابن ثابت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نضَّر اللهُ امرأ سمع منا حديثا فبلَّغه غيرَه , فرُبَّ حاملِ فقهٍ إلى مَن هو أفقَهُ منه , ورُبَّ حاملِ فقهٍ ليس بفقيهٍ, ثلاث لا يغِلّ عليهن قلب مسلم, إخلاص العمل لله و مُناصحةُ ولاة الأمر ولزوم الجماعة, فإن دعوتهم تحيط من ورائهم, ومن كانت الدنيا نيته فرَّق الله عليه أمره, وجعل فقرَه بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له, ومن كانت الآخرة نيته جمع الله أمره وجعل غناه في قلبه, وأتته الدنيا وهي راغمة. [4]
عن جابر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لاتجلسوا مع كل عالم إلا مع عالم يدعوكم من خمس إلى خمس : من الشك إلى اليقين ، ومن العداوة إلى النصيحة ، ومن الكبر إلى التواضع، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن الرغبة إلى الرهبة.[5]
عن انس بن مالك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة, فارقها والله عنه راض[6]
قال ابن القيم الجوزية : العمل بغير إخلاص ولا اقتداء، كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه.[7]
و إن أعظم أسباب تحقيق الإخلاص هو تعظيم الرب سبحانه وتعالى ويقين العبد باطلاع الرب عز وجل عليه : فيحرص على رضا ربه دون النظر إلى مدح الناس أو ذمهم, و إخفاء العمل . فكلما كان العمل بين العبد وبين ربه كان ذلك أقرب إلى الإخلاص و أخيرا الإكثار من دعاء الله أن يرزقه الإخلاص ، وأن يعيده من الرياء .
ومن أجمع الأدعية في ذلك : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلمه ، وأستغفرك لما لا أعلمه .[8]
وكان من دعاء عمر ابن الخطاب رضي الله عنه : اللهم اجعل عملي كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ، ولا تجعل لأحد فيه شيئا .[9]
—————————————————–
مقاصد المكلفين د.عمر الأشقر ص358[1]
وثقوا به.[2]
تخريج الإحياء العراقي إسناده مرسل 104/5 [3]
الترغيب والترهيب المنذري 86/1[4]
أبو نعيم 8/75 حلية الأولياء [5]
الترغيب والترهيب المنذري 39/1[6]
الفوائد ابن القيم الجوزية[7]
الفوائد ابن القيم الجوزية[8]
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ابن القيم الجوزية[9]