صفات عباد الرحمن: الزهد
تعريف ابن الجلاء للزهد : الزهد هو النظر إلى الدنيا بعين الزوال لتصغر في عينك فيسهل عليك الإعراض عنها[1]
عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه, قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله, دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس, فقال : ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس .[2]
بمعنى, إرض بالقليل ولا تحب زينتها و لا تنظر لما في أيدي الناس.
و هذا نبي الله, صلى الله عليه و سلم, ينبه أصحابه إلى أن الدنيا زائلة ومتعة عابرة. ففي حديث رواه عبد الله ابن عمر قال : أخَذ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمَنكِبِي – أو قال بمَنكِبَيَّ – فقال : كُنْ في الدُّنيا كأنَّك غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ .قال : فكان ابنُ عُمَرَ يقولُ : إذا أصبَحْتَ فلا تنتظِرِ المساءَ وإذا أمسَيْتَ فلا تنتظِرِ الصَّباحَ وخُذْ مِن صحَّتِكَ لِمرضِكَ ومِن حياتِكَ لِموتِكَ.[3]
:عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا رأيتم من يزهد في الدنيا, فادنوا منه، فانه يلقى الحكمة[4]
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد أفلح من أسلم و رزق كفافا, وقنعه الله بما آتاه [5]
سئل سعيد بن عبد العزيز: ما الكفاف من الرزق، قال : شبع يوم وجوع يوم [6].
عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول العبد مالي, مالي ،وإنما له من ماله ثلاث , ما أكل فأفنى, أو لبس فأبلى, أو أعطى فاقتنى، ما سوى ذالك، فهو ذاهب وتاركه للناس[7]
قال شقيق البلخى : طلبنا خمسا ً فوجدناها فى خمس : – طلبنا نورا ً فى القبر فوجدناه فى قيام الليل .– وطلبنا الرى يوم القيامة فوجدناها فى صوم النهار .– وطلبنا البركة فوجدناها فى صلاة الضحى .– وطلبنا الجواز على الصراط فوجدناه فى الصدقة .– وطلبنا جواب منكر ونكير فوجدناها فى قراءة القرآن الكريم .
سئل الجنيد عن الزهد فقال : استصغار الدنيا ومحو آثارها من القلب .
و هذا هو المنهاج الذي كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام ، فعزفت نفوسهم عن الدنيا، وزهدت قلوبهم فيها.
——————————————