الرجاء هو إلتماس الخير من الأعلى، وهو دائما من الإنسان للخالق.و هو يجلب الطمأنينة إلى نفس المسلم الذي يرجو ربه.
والرجاء محمود, لأنه باعث على العمل, واليأس مذموم, لأنه صارف عن العمل.
والرجاء وهو حسن الظن بالله, فيحمده في حال الرخاء ويرجوه في حال البلاء, وحبله موصول مع ربه في كل حال.
قال تعالى
فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ[1] فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً {110} الكهف .
فمَن كان يخاف عذاب ربه ويرجو ثوابه يوم لقائه، فليعمل عملا صالحًا لربه موافقًا لشرعه، ولا يشرك في العبادة معه أحدًا غيره.
عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله عز وجل يقول : يا عبدي ما عبدتني ورجوتني, فإني غافر لك على ما كان فيك, ويا عبدي إن لقيتني بقراب الأرض خطيئة ما لم تشرك بي, لقيتك بقرابها مغفرة.[2]
عن عائشة رضي الله عنها, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تبارك وتعالى ليضحك من يأس العباد وقنوطهم وقرب الرحمة منهم.[3]
عن عثمان ابن عفان رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يقول الله تبارك وتعالى, إذا بلغ عبدي أربعين سنة, عافيته من البلايا الثلاث من الجنون والجذام والبرص. وإذا بلغ خمسين سنة, حاسبته حسابا يسيرا, وإذا بلغ ستين سنة,حببت إليه الإنابة, وإذا بلغ سبعين سنة أحببته الملائكة, وإذا بلغ ثمانين سنة,كتبت حسناته وألقيت سيئاته, وإذا بلغ تسعين سنة قالت الملائكة, أسير الله في أرضه فاغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفع, فإذا بلغ أرذل العمر, كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير, وإن عمل سيئة لم تكتب. [4]
قال عبد الله بن خبيق : الرجاء ثلاثة: رجل عمل حسنة فهو يرجو قبولها، ورجل عمل سيئة ثم تاب فهو يرجو المغفرة ، ورجل كاذب يتمادى في الذنوب, يقول أرجو المغفرة، ومن عرف نفسه الإساءة ينبغي أن يكون خوفه غالبا على رجائه .[5]
ولنتأمل في ختام هذا الباب في عجائب حكمة الله في خلقه و لطائفه بعباده في الدنيا ، فلطفه الإلهي لم يقتصر على عباده في دقائق مصالحهم في الدنيا, فكيف يرضى سياقتهم إلى الهلاك المؤبد. فإنَّ مَن لطف في الدنيا, يلطف في الآخرة.[6] لهذا كان قوله عز و جل :
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا53 . الزمر.
———————————————-