الإصلاح بين الناس
صفات عباد الرحمن: الإصلاح بين الناس
يعد إصلاح ذات البين من العبادات الجليلة التي حث عليها الإسلام، مع ما فيها من الأجر الجزيل والخير العميم. فإن من مقاصد التشريع تحقيق المودة والألفة بين الناس.
والأمر بإصلاح ذات البين جاء في قول الله تعالى : فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ.1 الأنفال.
وقد أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن إصلاح ذات البين أعلى درجة من النوافل.في حديث رواه أبي الدرداء رضي الله عنه , قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا : بلى, قال : إصلاح ذات البين, و فساد ذات البين الحالقة.[1]–[2]
والاشتغال بالصلح بين المتخاصمين يكون سببا في وصل أرحام قطعت، وزيارة إخوان هُجِروا، ونظافة القلوب مما علق بها من أدران الحقد والكراهية، مما يؤدي إلى تماسك المجتمع وقوته .
قال تعالى
لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ[3] إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً {114} النساء .
بمعنى, لا خير في كثير من كلام الناس سرّاً فيما بينهم، إلا إذا كان حديثًا داعيًا إلى بذل المعروف من الصدقة، أو الكلمة الطيبة، أو التوفيق بين الناس، ومن يفعل ذلك طلبًا لرضا الله تعالى راجيًا ثوابه، فسوف نؤتيه ثوابًا جزيلا واسعًا.
والإصلاح بين الناس وظيفة المرسلين, لا يقوم بها إلا أولئك الذين أطاعوا ربهم. و هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلح بنفسه بين المتخاصمين، عن سهل بن سعد الساعدي –رضي الله عنه- أن أهل قباءٍ اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: اذهبوا بنا نصلح بينهم.[4]
عن أنس بن مالك رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من أصلح بين الناس أصلح الله أمره, وأعطاه بكل كلمة تكلم بها عتق رقبة, ورجع مغفورا له ما تقدم من ذنبه .
——————————————
تحلق الدين [1]
صحيح أبي داود الألباني 4919[2]
كلام الناس [3]
صحيح البخاري 2693[4]