صلاة التطوع
تعد صلاةُ التّطوّعِ من أفضلُ تطوُّعاتِ البدنِ بعد الجهادِ، و تعلّمِ العلمِ وتعليمِهِ ؛ لأنّ الله تعالى قال في شأن الجهادِ: ﴿فَضَّلَ اللَّـهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً﴾ [النساء: 95]، وقال صلى الله عليه وسلم في شأن العلم: «فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلِي على أدناكُم»، وقال صلى الله عليه وسلم عن الصّلاة: «واعلمُوا أنّ خيرَ أعمالِكُمُ الصّلاةُ» [رواه ابن ماجه].
وأفضلُ صلاةِ التَّطوُّعِ ما سُنَّ فعلُه في جماعةٍ؛ لأنّه أشبهُ بالفرائضِ و هي كالتالي: صلاةُ الكسوفِ؛ لأنّه صلى الله عليه وسلم فعلَها وأمرَ بها، ثمّ صلاةُ الاستسقاءِ؛ لأنّه عليه الصّلاةُ والسّلامُ كان يستسقي أحياناً، ويترك أحياناً أُخرى، ثمّ صلاةُ التَّراويحِ؛ لأنّها تسنُّ لها الجماعةُ، ثمّ الوترُ؛ لأنّه تُشْرعُ له الجماعةُ في التّراويحِ، وهو سنّةٌ مؤكّدةٌ.
أفضلُ الـرّواتبِ سُنّةُ الفجرِ؛ لحـديث عـائشة رضي الله عنها عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «رَكْعَتا الفجرِ خيرٌ مِنَ الدُّنْيا ومَا فِيها» [رواه مسلم]. ثمّ سنّةُ المغربِ؛ لما رواه رجلٌ عن عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم أنّه سُئل: أكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأمرُ بصلاةٍ بعدَ المكتوبةِ أو سِوى المكتوبةِ؟ قال: «نَعَمْ بينَ المغربِ والعشاءِ» [رواه أحمد، وإسناده ضعيف]. ثم باقي الرّواتبِ سواءٌ في الفضيلةِ.
الرّواتبُ المؤكَّدةُ عشرٌ، وهي: رَكْعتانِ قبلَ الظُّهرِ، ورَكْعتانِ بَعْدَها، ورَكْعتانِ بَعْدَ المَغْربِ، ورَكْعتانِ بَعْدَ العِشاءِ, ورَكْعتانِ قبلَ الفَجْرِ؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: «حَفِظتُ من النّبىِّ صلى الله عليه وسلم عشرَ رَكَعَاتٍ: رَكْعتَيْنِ قبلَ الظُّهرِ, ورَكْعتَيْن بَعْدَها, ورَكْعتَيْنِ بَعْدَ المَغْربِ فِي بَيْتِهِ, ورَكْعتَيْنِ بَعْدَ العِشاءِ فِي بَيْتِهِ، ورَكْعتَيْنِ قبلَ صلاةِ الصُّبحِ, وكانتْ ساعةً لَا يُدْخلُ على النّبىِّ صلى الله عليه وسلم فِيها؛ حَدَّثَتْنِي حفصةُ أنّهُ كانَ إذا أذَّنَ المُؤذِّنُ وطلعَ الفجرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ» [متّفق عليه، واللّفظ للبخاري]. [1]
وصلاةُ التَّطوُّعِ في البيتِ أفضلُ إلّا ما تُشرعُ لهُ الجماعةُ من النّوافل كالتراويح ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا أيُّها النّاسُ فِي بيوتِكُم؛ فإنّ أفضلَ الصّلاةِ صلاةُ المرءِ فِي بيتِهِ إلّا المكتوبةَ» [متّفق عليه، واللّفظ للبخاري].
عن أبي مالك الأشعري, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها, أعدها الله عز وجل لمن أطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام.[2]
عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا, أو صلى ركعتين جميعا كتبا من الذاكرين والذاكرات.[3]
عن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ركعتا الفجر خير من الدنيا و ما فيها. [4]
عن عائشة رضي الله عنها, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ثابر على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة, أربعا قبل الظهر, و ركعتين بعدها, وركعتين بعد المغرب, وركعتين بعد العشاء, و ركعتين قبل الفجر[5].
عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن[6] بعبادة اثني عشرة سنة[7].
عن عثمان بن عفان قال, سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صلى العشاء الآخرة في جماعة فكأنما صلى الليل كله, ومن صلى الغداة في جماعة فكأنما صلى النهار كله.[8]
عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من صلى الضحى و صام ثلاثة أيام من الشهر ولم يترك الوتر في سفر ولا حضر, كتب له أجر شهيد.[9]
——————————————-
باب صلاة التطوع -موقع وزارة الأوقاف و الشؤون الاسلامية الكويت [1]
المعجم الكبير الطبراني ح.3467-ج3/301[2]
سنن ابن داود ح.1309-ج2/33[3]
صحيح مسلم ح725-ج1/501[4]
السنن الكبرى للبيهقي ح.1467-ج1/458[5]
يساوي ثوابهما[6]
سنن الترمذي ح.435-ج2/298[7]
المعجم الكبير ح.148-ج1/92[8]
رواه الطبراني[9]