التبيان في آداب حملة القرآن

التبيان في آداب حملة القرآن

التبيان في آداب حملة القرآن - الإمام النووي- ترجمته :هو الإمام أبو زكريا، محيي الدين، يَحْيَى بن شَرَف بن مُرِي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حِزام، النووي، ثم الدمشقي. وكنيته: أبو زكريا، ولم يتزوج ولم يكن له ولد.كان مولده رحمه الله في شهر المحرم سنة 631 من الهجرة، بنوى، وهي مِن أعمال دمشق. وتوفي رحمه الله رابع وعشرين من رجب، 676 من الهجرة بنوى، ودُفِن بها عاش النووي في كنف أبيه ورعايته ، فنشأ النووي في ستر وخير وقَدِم به والده إلى دمشق وعمره تسعة عشرة سنة، حيث بدأ رحلته في طلب العِلم.برع رحمه الله في شتى صنوف العلم، من فقه وحديث ولغة. واشتُهِر بالزهد والتقوى والورع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصح للأئمة. وهو مِن كبار محققي المذهب الشافعي.للإمام النووي شيوخٌ كثيرون في كل علم اشتغل به، منهم: جمال الدين عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي الربعي الدمشقي، ومفتي الشام تاج الدين الفركاح عبد الرحمن بن إبراهيم بن ضياء الفزاري، والقاضي أبو الفتح عمر بن بُندار التفليسي، وأبي إسحق إبراهيم بن عيسى المرادي، أبي البقاء خالد بن يوسف النابلسي، وأبو الحسن بن سلاَّر بن الحسن الأربلي ثم الحلبي ثم الدمشقي، وأبو إسحق إبراهيم بن أبي حفص عمر بن مضر الواسطي، من مصنفاته التي أتمها: شرح صحيح مسلم، المنهاج، رياض الصالحين، روضة الطالبين، التنبيه، الأذكار، التقريب، الأربعين، مناقب الشافعي، مختصر أسد الغابة، التبيان في آداب حَمَلة القرآن، وغيرها.

About the Book

 – التبيان في آداب حملة القرآن – الإمام أبي زكريا يحيى بن شرف بن مرّي النووي 

رابط المجلد للتصفح أو التحميل …

في آداب مُعلِّم القُرآن، ومُتعَلِّمه

1- في آداب معلم القرآن:

أوَّل ما ينبغي للمقرئ والقارئ أن يقصدَا بذلك رِضا الله -تعالى- قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ} [البيِّنة: 5]

وفي الصحيحين عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنَّما الأعمال بالنيَّات، وإنَّما لكلِّ امرئ ما نوى))، وهذا الحديث مِن أصول الإسلام.

ورُوِّينا عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: إنما يُعطَى الرجل على قدر نيَّته، وعن أبي القاسم القشيري – رحمه الله تعالى – قال: الإخلاصُ إفرادُ الحق في الطاعة بالقصْد، وهو أن يريد بطاعته التقرُّبَ إلى الله -تعالى- دون شيء آخر، من تصنُّع لمخلوق، أو اكتساب محمدة عند الناس، أو محبَّة أو مدح من الخَلْق، أو معنى من المعاني سوى التقرُّب إلى الله – تعالى – قال: ويصح أن يقال: الإخلاص تصفية الفعْل عن ملاحظة المخلوقين.

وعن سَهْلٍ التُّسْتريِّ – رحمه الله – قال: نَظَر الأكياس في تفسير الإخلاص، فلم يجدوا غيرَ هذا: أن تكون حركتُه وسكونه في سِرِّه وعلانيته لله -تعالى- وحدَه، لا يمازجه شيء، لا نَفْس، ولا هوى، ولا دنيا.

وينبغي للمعلِّم ألاَّ يقصد بإقرائه توصُلاًّ إلى غرض من أغراض الدنيا، من مال أو رئاسة أو وجاهة، أو ارتفاع على أقرانه، أو ثناء عندَ الناس، أو صَرْف وجوه الناس إليه، أو نحو ذلك، ولا يشوب المقرئُ إقراءَه بطمع في رِفْق يحصل له مَن بعض مَن يقرأ عليه، سواء كان الرِّفق مالاً أو خِدمة – وإن قلَّ – ولو كان على صورة الهدية التي لولا قراءتُه عليه لَمَا أهداها إليه.

قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} [الشُّورى: 20].

وقال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ عَجَّلْنَاَ لَهُ فِيهَاَ مَاَ نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيد} [الإسراء: 18].

وليحذرِ المعلِّمُ كلَّ الحذر مِن قصْده التكثُّرَ بكثرة المشتغلين عليه، والمختلفين إليه، وليحذرْ من كراهته قراءةَ أ

Share via
Copy link