زاد المسير في علم التفسير

زاد المسير في علم التفسير

زاد المسير في علم التفسير - الإمام جمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي-الشيخ الإمام، العلامة، الحافظ، المفسِّر، المحدث، المؤرخ ، شيخ الإسلام عالم العراق. جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي - -508- ه -توفي سنة 597- كتب بخطه كثيرًا من كتبه إلى أن مات. كان ذا حظٍ عظيم، وصيت بعيد في الوعظ، يحضر مجالسه الملوك، والوزراء وبعض الخلفاء، والأئمة والكبراء، وقيل إنه حضر في بعض مجالسه مائة ألف. وقال : «كتبت بأصبعي ألفي مجلد، وتاب على يدي مائة ألف، وأسلم على يدي عشرون ألفًا». ومن تصانيفه المهمة: زاد المسير في التفسير؛ جامع المسانيد؛ المغني في علوم القرآن؛ وتذكرة الأريب في اللغة؛ الموضوعات؛ الواهيات؛ الضعفاء؛ المنتظم في التاريخ؛ الناسخ والمنسوخ؛ غريب الحديث؛ الوفا في فضائل المصطفى. وغير ذلك.

About the Book

زاد الميسر في علم التفسير – الإمام جمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي

قال الإمام ابن الجوزي في مقدمة تفسيره:

لما كان القرآن العزيز أشرف العلوم، كان الفهم لمعانيه أوفى الفهوم، لأن شرف العلم بشرف المعلوم، وإنى نظرت فى جملة من كتب التفسير، فوجدتها بين كبير قد يئس الحافظ منه، وصغير لا يستفاد كل المقصود منه والمتوسط منها قليل الفوائد، عديم الترتيب، وربما أهمل فيه المشكل، وشرح غير الغريب، فأتيتك بهذا المختصر اليسير، منظويا على العلم الغزير ووسمته ب: زاد المسير فى علم التفسير,وقد بالغت فى اختصار لفظه، فاجتهد وفقك الله فى حفظه، والله المعين على تحقيقه، فما زال جائدا بتوفيقه…

فصل

اختلف العلماء: هل التفسير والتأويل بمعنى، أم يختلفان؟ فذهب قوم يميلون الى العربية إلى أنهما بمعنى،

وهذا قول جمهور المفسرين المتقدمين. وذهب قوم يميلون الى الفقه الى اختلافهما، فقالوا: التفسير: إخراج الشيء من مقام الخفاء الى مقام التجلى. والتأويل: نقل الكلام عن وضعه فيما يحتاج فى إثباته الى دليل لولاه ما ترك ظاهر اللفظ، فهو مأخوذ من قولك: آل الشيء الى كذا، أي صار إليه.

فصل فى مدة نزول القرآن.

روى عكرمة عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ فى ليلة القدر الى بيت العزة ثم أنزل بعد ذلك فى عشرين سنة.

وقال الشعبى: فرق الله تنزيل القرآن، فكان بين أوله وآخره عشرون سنة.

وقال الحسن: ذكر لنا أنه كان بين أوله وآخره ثماني عشرة سنة، أنزل عليه بمكة ثمانى سنين…

فصل

لما رأيت جمهور كتب المفسرين لا يكاد الكتاب منها يفي بالمقصود كشفه حتى ينظر للآية الواحدة فى كتب فرب تفسير أخل فيه بعلم الناسخ والمنسوخ، أو ببعضه، فإن وجد فيه لم يوجد أسباب النزول، أو أكثرها، فإن وجد لم يوجد بيان المكي من المدني، وإن وجد ذلك لم توجد الإشارة الى حكم الآية، فإن وجد لم يوجد جواب إشكال يقع فى الآية، إلى غير ذلك من الفنون المطلوبة.

وقد أدرجت فى هذا الكتاب من هذه الفنون المذكورة مع ما لم أذكره مما لا يستغني التفسير عنه ما أرجو به وقوع الغناء بهذا الكتاب عن أكثر ما يجانسه.

وقد حذرت من إعادة تفسير كلمة متقدمة إلا على وجه الإشارة، ولم أغادر من الأقوال التى أحطت بها إلا ما تبعد صحته مع الاختصار البالغ، فإذا رأيت في فرش الآيات ما لم يذكر تفسيره، فهو لا يخلو من أمرين؛ إما أن يكون قد سبق، وإما أن يكون ظاهرا لا يحتاج الى تفسير.

وقد انتقى كتابنا هذا أنقى التفاسير، فأخذ منها الأصح والأحسن والأصون، فنظمه في عبارة الاختصار.زاد المسير في علم التفسير 

Share via
Copy link