وقفة مع أمة الدعوة وأمة الإجابة
– وقفة مع أمة الدعوة وأمة الإجابة
مع أ. د أبو أسامة مولاي المصطفى غانم الحسني
**🔹يقول العلماء أن أمة الدعوة هم الموحدون من اليهود والنصارى والملحدون والمجوس، وأمة الإجابة هم المسلمون، وأن جميعهم (أمة الدعوة وأمة الإجابة), هم أمة محمد عليه الصلاة والسلام.
**🔹سؤال: شيخنا الفاضل, هل هناك تعارض بين هذا الطرح, وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :”أمتي، أمتي“, في الحديث الذي روي عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَلاَ قَوْلَ الله عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ: ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ﴾ [إبراهيم: 36] وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: ﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118] فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: “اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي” وَبَكَى. فَقَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فَسَأَلَهُ. فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللّهِ بِمَا قَالَ. وَهُوَ أَعْلَمُ. فَقَالَ الله: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلاَ نَسُوءُكَ“. رواه مسلم.*
**🔹“لا تعارض أبدا وكل له معناه:
” فأمة الدعوة أي التي شملتها الدعوة وتشملها إلى أن تقوم الساعة أي أن العمل الدعوي ينبغي أن يشتغل مع كل الموحدين من اليهود والنصارى والمجوس والملحدين…
أما أمة الاجابة فهي أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, لأنهم استجابوا للدعوة وأمنوا بما جاء به, فكانوا أمة دعوة ثم استجابوا فجمعوا بين كونهم أمة دعوة وأمة اجابة, فتميزوا عن غيرهم من أمة الدعوة… عندها صاروا أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, فأضافهم اليه بقوله: أمتي, أمتي في أحاديث كثيرة وفي مناسبات مختلفة…
ولما كان الوعيد من الله مطلقا أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يميز أمته عن غيرها فقلق من أجلها حتى لا يشملها الوعيد المطلق… كما هو الشأن في أمة سيدنا إبراهيم وأمة سيدنا عيسى عليهما السلام… فأرسل له جبريل عليه السلام, يطمئنه بأن أمته لا تدخل في هذا الوعيد, وأنه سيرضيه في أمته…
وإن أسمى أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, أمة تذكير لأن مرحلة الدعوة والإجابة مرتا, ولم يبق إلا التذكير لقوله تعالى: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ), فالمؤمن لا يحتاج الى دعوة لأنه استجاب, ولكنه يحتاج إلى تذكير دائم حتى لا يقصر في أمور الإيمان :(النواهي.. والأوامر..). والله تعالى أعلى وأعلم. أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم آمين”
أ. د أبو أسامة مولاي المصطفى غانم الحسني
بارك الله فيك