البيـئة في الإسـلام – فاطمة الزهراء بوطـاهر
– فهرس البحث: البيئة في الإسلام – تعريف البيئة. 1- من نعم الله على البشرية. 2- واقع البيئة وعلاقتها بالانسان. 3- الحفاظ على البيئة في الإسلام . 4- مظاهر فساد البيئة. – الخاتمة
-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-
تعريف البيئة:
البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان أو الحيوان أو النبات ويؤثر في تكوينه أو على نموِّه أو سلوكه .
فالبيئة الطبيعية التي وهبها الله سبحانه وتعالى لبني البشر, تشتمل على كل ما يقع على السطح الجغرافي, ويكون المنظر الطبيعي من جبال وأودية وأنهار وبحيرات وصحراء… وكل ما تؤويه من إنسان وحيوان ونبات…, كما يشمل الجو المحيط من الكون الكبير بنجومه وأبراجه. وتشمل البيئة الطبيعية على العامل المناخي من رياح وأمطار وفيضانات والأعاصير, وكذا على الطاقات الحرارية والإنزلاقات و الزلازل و التسونامي…
والبيئة المبنية, التي هي من صنع الانسان, تشمل كل ما أقامه الانسان من منشئات في البيئة الطبيعية من مبان وعمارات وطرق وساحات وحدائق وأشجار…
البيئة في الإسلام
1- من نعم الله على البشرية:
من رحمة الله تعالى وبركاته, وهو أرحم الراحمين, أن الله خلق السماوات والأرض وسخرها للإنسان لينتفع بها لقوله :
قال تعالى : “وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون” الجاثية:13
وقوله :أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً 20- لقمان
ولقدَ سَخَّرَ الله مَّا فِي السَّمَاوَاتِ) من شمس وقمر ونجم وسحاب (وَما فِي الأرْضِ) من دابة وشجر وماء وبحر وفلك، وغير ذلك من المنافع، يجري ذلك كله لمنافع ومصالح الانسان، من غداء وأقوات وأرزاق وملاذ يتمتع به بني الانسان وينتفع به.(تفسير الطبري)
وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ (19)الحجر
قال البغوي في تفسيره : قوله تعالى : ( والأرض مددناها ) بسطناها على وجه الماء ، يقال : إنها مسيرة خمسمائة سنة في مثلها دحيت من تحت الكعبة ( وألقينا فيها رواسي ) جبالا ثوابت ، وقد كانت الأرض تميد إلى أن أرساها الله بالجبال ( وأنبتنا فيها ) أي : في الأرض ( من كل شيء موزون ) مقدر معلوم .
وقيل : يعني في الجبال ، وهي جواهر من الذهب ، والفضة ، والحديد ، والنحاس وغيرها
وقال تعالى : اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33)إبراهيم
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : يعدد تعالى نعمه على خلقه ، بأن خلق لهم السماوات سقفا محفوظا والأرض فراشا ، وأنزل من السماء ماء فأخرج به أزواجا من نبات شتى ، ما بين ثمار وزروع ، مختلفة الألوان والأشكال ، والطعوم والروائح والمنافع ، وسخر الفلك بأن جعلها طافية على تيار ماء البحر ، تجري عليه بأمر الله تعالى ، وسخر البحر يحملها ليقطع المسافرون بها من إقليم إلى إقليم آخر ، لجلب ما هنا إلى هناك ، وما هناك إلى هاهنا ، وسخر الأنهار تشق الأرض من قطر إلى قطر ، رزقا للعباد من شرب وسقي وغير ذلك من أنواع المنافع .
وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99) الأنعام
وهذا من أعظم مننه العظيمة، التي يضطر إليها الخلق، من الآدميين وغيرهم، وهو أنه أنزل من السماء ماء متتابعا وقت حاجة الناس إليه، فأنبت الله به كل شيء، مما يأكل الناس والأنعام، فرتع الخلق بفضل الله، وانبسطوا برزقه، وفرحوا بإحسانه، وزال عنهم الجدب واليأس والقحط، ففرحت القلوب، وأسفرت الوجوه، وحصل للعباد من رحمة الرحمن الرحيم-تفسير السعدي-
قال تعالى : إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164) البقرة
قال السعدي في تفسيره لهذه الآية : أخبر الله تعالى أن في هذه المخلوقات العظيمة, آيات أي: أدلة على وحدانية الباري وإلهيته، وعظيم سلطانه ورحمته وسائر صفاته… والحاصل, أنه كلما تدبر العاقل في هذه المخلوقات, وتغلغل فكره في بدائع المبتدعات, وازداد تأمله للصنعة وما أودع فيها من لطائف البر والحكمة, علم بذلك, أنها خلقت للحق وبالحق, وأنها صحائف آيات, وكتب دلالات, على ما أخبر به الله عن نفسه ووحدانيته, وما أخبرت به الرسل من اليوم الآخر, وأنها مسخرات, ليس لها تدبير ولا استعصاء على مدبرها ومصرفها. فتعرف أن العالم العلوي والسفلي كلهم إليه مفتقرون, وإليه صامدون، وأنه الغني بالذات عن جميع المخلوقات، فلا إله إلا الله, ولا رب سواه.
قال تعالى : فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا(25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا َقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)عبس
فكل ما في الأرض من خيرات؛ من تمهيد الأرض للسكنى والعيش، ومن كثرة الموارد المائية المالحة والعذبة، وما يخرج منها من مأكل ومشرب وملبس وزينة، ومن البحار التي تمخر فيها السفن، وفيها ما لا يحصى من مخلوقات وخيرات، وفي الأرض جبال رواس، ومن ثروات معدنية، وحجارة للأبنية،ومن أشجار وحدائق ذات بهجة وجنائن معلّقة وغير معلّقة، وجنات معروشات وغير معروشات، وثمار مختلفة الطعوم والألوان والروائح والفوائد، آلها مهيّئة لصالح الإنسان وبقائه وتحسين صحته وبيئته.-تفسير السعدي- البيئة في الإسلام –
2- واقع البيئة وعلاقتها بالانسان:
لقد استخلف الله الإنسان في الأرض, ليسكنها ويعمرها. لقوله عز وجل : وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ30 البقرة
وخلافا للكائنات التي تسكن الأرض من حيوانات وطيور وأسماك وغيرها, لقد حبى الله الإنسان بعقل يستخدمه في تسخير ما تحتوي عليه الطبيعة, من خيرات, في توازن واحترام لها . فالإنسان يستغل خيرات الطبيعة : يكتشف ويخترع, ويصنع ويستخدم ويعمر الأرض.
وعلاقة الانسان بالطبيعة كانت على مر الزمان, متوازنة : الطبيعة توفر للإنسان كل ما يحتاجه من أكل وملبس وملاذ, والإنسان يعيش هذا التفاهم الضمني في تناغم مع الطبيعة.
ثم ظهرت الثورة الصناعية في أوروبا, و بدأت معها الاكتشافات للقارات.ثم تلتها الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر والتقدم التكنولوجي والتوسع الديموغرافي,
وهنا بدأ ظهور خلل في علاقة الإنسان مع الطبيعة. خاصة بعامل الاستعمار الآوروبي لأمريكا وآسيا وإفريقيا والاستيلاء على ثرواتها واستعباد أهلها, بدعوى إنقاذ أهلها من الجهل و الوثنية.
ثم توالت السنين إلى أن نصل إلى العصر الحالي, حيث يعيش العالم بروز وهيمنة القطبين الأمريكي – الأوروبي, والروسي – والصيني, مما أحدث تحول جدري لعلاقة الانسان مع الطبيعة. وقد تم استغلال الطبيعة من طرف الانسان المعاصر , بطريقة ممكنة, تأكل الأخضر واليابس. وأصبحت علاقته بها , علاقة استنزاف للثروات الباطنية, دون أن يعير انتباها للأضرار المترتبة على الطبيعة وساكنيها من إنسان, وحيوان وطيور وأسماك وغيرهم…
3- الحفاظ على البيئة في الإسلام :
دعى الاسلام الإنسان أن يستفيد من هذه البيئة، وأن يحافظ عليها، ولا يؤذيها ولا يفسدها، ولا يشوه جمالها ولا يذهب بنقائهما ولا يتلف ومنافعها ولا يُضَيِّع ثرواتهما ولا يهلك وحيواناتها بل يحميها من التلف والعدوان والإسراف والتبدير.
ولقد بين الله عز وجل واجبات الإنسان نحو الطبيعة بقوله : وكلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رزْقِ اللهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ 60– البقرة
بمعنى كلوا من المن والسلوى، واشربوا من الماء فهذا كله من رزق الله الذي يأتيكم بلا مشقة. ولا تسعوا في الأرض مفسدين –تفسير البغوي-
وقوله : وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ ۖ (28) القمر
وأخبرهم أن الماء أي: موردهم الذي يستعذبونه، قسمة بينهم وبين الناقة، لها شرب يوم ولهم شرب يوم آخر معلوم،-تفسير السعدي- قال مجاهد : يعني يحضرون الماء إذا غابت الناقة ، فإذا جاءت الناقة حضروا اللبن .-تفسير البغوي-.
ولقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على غرس الأشجار والنخيل، في حديث رواه أنس بن مالك : ” ما من مسلمٍ يغرسُ غرساً أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاَّ كان له به صدقة.” (صحيح البخاري)
عن جابر بن عبد الله ، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : من أحيا أرضا ميتة فله فيها أجر ، وما أكلت العافية منها فهو له صدقة .(الموطأ)
و في حديث آخر عن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم …: من أحيا أرضا ميتة ثقة بالله واحتسابا ، كان حقا على الله أن يعينه ، وأن يبارك له “. .(المعجم الأوسط الطبراني)
وفي ذلك خير كثير منها أنّه مصدر غذاء للكائنات، وتصفية للهواء، وامتصاص الملوثات، وفيه ترسيب للتربة، وتزويد الهواء بالأوكسجين، وصدّ سرعة الرياح، وحفظ رطوبة الجو، والقضاء على بعض الجراثيم. وعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” الْتَمِسُوا الرِّزْقَ فِي خَبَايَا الأَرْضِ ” . ( كنز العمال).
وحفاظا على البيئة, قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم في حديث رواه عمر رضي الله عنه:”لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون” متفق عليه. فهذا الحديث دعوة صريحة إلى حماية البيئة ومنع تعرضها لما يفسدها
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر : بُني الدين على النظافة (الديلمي) , بحيث لا يجوز تلويث البيئة بأي نوع من أنواع التلويث، سواءً كان بقطع الشجر لغير حاجة، أو الاعتداء على المزروعات و إفسادها، والاعتداء على الحيوانات وقتلها بغير مبرر، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لا تحرقنَّ نخلاً، ولا تعقرن بهيمة، ولا تقطعن شجرة ثمر” موطأ مالك.
كما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبال في الماء الراكد (مصنف بن أبي شيبة)
عن جابر أيضاً قال عليه السلام اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل رواه أبوداود وابن حنبل
والحفاظ على البيئة يكون أيضا بإماطة الأذى لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الإيمان سبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلّا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق“..رواه البخاري
4- مظاهر فساد البيئة :
جاءت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة, محذرةً من فساد البيئة ومخاطره وموضحة أسبابه.
قال الله عز وجل في محكم كتابه : ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) الروم
وهذه الآية صورة حقيقية لما يجري حاليا من فساد في البر والبحر على يد بني البشر : فساد وتلوث للبيئة وتغيرات مناخية, وهو ما حدده العلماء في تقلص المساحات الخضراء والتصحر بفعل البشر.
وقد بين الله عز وجل , حال المنافق الذي ليس له همة إلا الفساد في الأرض ، وإهلاك الحرث والنسل, بقوله : وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) البقرة
وبين الحق سبحانه أيضا حال الطغاة من بني البشر بقوله :“يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ “48 النمل
ولقد حذر الله الإنسان من إفساد الأرض بقوله : وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ85 الأعراف
قال الطبري في تفسير هذه الآية: من إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له ، وإيفاء الناس حقوقهم من الكيل والوزن ، وترك الفساد في الأرض
والفساد في الأرض من عمل الشيطان وأوليائه من بني البشر
قال تعالى : ولَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119)النساء
ويأمر الشيطان لعنه الله, أوليائه بتغير خلق الله , ويطيعونه اعتقادا منهم أن ما يصنعون بأيديهم أحسن من خلقة الرحمن، ونذكر في هذا الصدد عملية “استنساخ النعجة دوللي”
ومن مظاهر الفساد في الأرض نذكر تلويث الجو والبر والوديان والبحار بمواد كيماوية سامة تبيد الأخضر واليابس, وكذا الكوارث البيئية الناتجة عن تفريغ النفايات في البر والبحر أو عن الحواذث النووية والكيماوية( تشرنوبيل بروسيا, فوكوشيما باليابان, بوبال بالهند وغيرها) أو بسبب غرق السفن المحملة بالبترول, في عرض البحر.
وهناك عملية تحويل مصدر مهم للتغدية إلى وقود , بحيث يتم بكندا والبرازيل والولايات اللأمريكية المتحدة إنتاج الميثانول بواسطة الحبوب والذرى و الشمندر. وهذا الوضع أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب, واستفحال المجاعة في العديد من البلدان الإفريقية الفقيرة.
ونذكر أيضا, تغيير أساليب التغذية بالنسبة للحيوان لزيادة الانتاج : استخدام التعديل الوراثي للنباتات لمضاعفة كمية الانتاج. وإطعام الماشية بمواد ملوثة ناتجة عن لحم خراف ميتة تم خلطها بعلف الماشية . مما أدى إلى ظهور أمراض فتاكة, كجنون البقر والحمى القلاعية بالنسبة للغنم والأبقار والخنازير, وغيرها…
· واستنزاف وقطع غابات العالم من بينها غابة الأمازون, مصدر الأكسجين للعالم, واستبدالها إما بمناطق سكنية أو زراعية أو لاستخراج الوقود الأحفوري, تعد من مظاهر فساد البيئة والتي أدت إلى ظهور الاحتباس الحراري الناتج عن الثقوب المحدث في طبقة الأوزون بالغلاف الجوي.
وكذا استخدام غازات سامة في الحروب المتكررة وتطور العلم الضار. وإطلاق القنبلة النووية في الحرب العالمية الثانية من طرف أمريكا, حيث أبيد سكان مدينتين في اليابان والطبيعة من حولهما من حيوانات وطيور وأسماك….
وإشعال حروب من طرف الدول العظمى للهيمنة على مصادر البترول ومناجم الذهب وغيرها., تعد من أعظم المفاسد للبيئة وللإنسانية.لقوله تبارك وتعالى : مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ32 المائدة
بمعنى أنه من قتل نفسا بغير سبب من قصاص ، أو فساد في الأرض ، واستحل قتلها بلا سبب ولا جناية ، فكأنما قتل الناس جميعا –تفسير ابن كثير-البيئة في الإسلام –
خاتمة: