التوبة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, التوبة هي الرجوع إلى الله وإلى فعل ما أمر به وترك ما نهى عنه.[1]
قال تعالى :
إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً {17} وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً {18} النساء.
يقول سبحانه وتعالى: إنما يتقبل الله التوبة ممن عمل السوء بجهالة، ثم يتوب، ولو قبل معاينة الملك, يقبض روحه قبل الغرغرة.[2]
عن أبي سعيدالخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الشيطان قال : وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم,فقال الرب تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني.[3]
في حديث رواه عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما يبين معني هذه الآية, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر[4].
إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {222} البقرة.
قال القرطبي في تفسيره, التوابون من الذنوب والشرك, والمتطهرون من الجنابة والأحداث, وقد نزلت هذه الآية للنهي عن إتيان المرأة الحائض حتى تطهر[5].
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه يقول : والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة[6].
في حديث لابن عمر رضي الله عنهما، قال أنه سمع رسول الله صلى الله عليه يقول : يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فاني أتوب إليه في اليوم مائة مرة[7].
عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون.[8]
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ذكر خطيئة ألم بها فوجل منها قلبه, محيت عنه في أم الكتاب .
عن أبي ذر الغفاري و معاذ بن جبل رضي الله عنهما, قال رسول الله صلى الله عليه : اتبع السيئة الحسنة تمحها [9]
قال النووي,إذا فعلت سيئة فاستغفر الله تعالى منها وافعل بعدها حسنة تمحها. هذه السيئة المتعلقة بحق الله تعالى، أما السيئة المتعلقة بحق العباد من الغضب والغيبة والنميمة، فلا يمحوها إلا الاستحلال من العباد.[10]
وقال ابن عطاء الله : التوبة توبتان، توبة الإنابة وتوبة الاستجابة، فتوبة الإنابة أن يتوب العبد خوفا من عقوبته، وتوبة الاستجابة أن يتوب حياء من كرمه.[11]
وقال بعض السلف الصالح : لكي تصح التوبة, لا بد لها من ثلاثة شروط : الندم على ما عمل من المخالفات, وترك الزلة في الحال, والتصميم على أن لا يعود إلى مثل ما عمل من المعاصي [12].
—————————————–
مجموع الرسائل و المسائل ابن تيمية[1]
ابن كثير[2]
صحيح الجامع الألباني 1650[3]
سنن الترمذي رقم5/3537[4]
الجامغ لأحكام القرآن القرطبي[5]
مسند الامام أحمد 682[6]
مسند الامام أحمد 683 ولفظ المائة والسبعون ذكرت للتكثير لا للحصر[7]
الترغيب و الترهيب.91/4 رواه الترمذي ح. غريب وقال الحاكم صحيح الاسناد[8]
الترغيب و الترهيب.91/4 رواه الترمذي ح .حسن ص 109[9]
الترغيب و الترهيب.91/4 ص 109[10]
الرسالة القشيرية ص 97[11]
الرسالة القشيرية ص 92[12]