الخلافة العباسية
يعد مولد الدولة العباسية أحد أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي، على مر العصور، لأنها تعد أطول دولة احتلت كرسي الخلافة؛ لمدة تزيد عن نصف الألفية، منذ أن اعتلى أبو العباس الحكم في 132هـ إلى أن احتضرت الخلافة بعد مرحلة من الضعف والتدني، وكان آخر خلفائها المستعصم عام 656هـ، الذي قتل على أيدي المغول، وقد أورد لنا التاريخ رجال دولة من الطراز الأول، مثل السفاح وأبو جعفر المنصور وهارون الرشيد وغيرهم، كما أن ميلاد هذه الدولة أُحيط بالاضطرابات السياسية وأزمة الشرعية والخلافات الفقهية.
قامت الدولة العباسية على أنقاض الخلافة الأموية، وقد كانت جهود الدعاة العباسيين أحد العوامل الرئيسية في إسقاطها، وإقامة صرح الدولة العباسية على أيدي الموالي في خراسان خاصة.يعَدُّ قيام الدولة العباسية بالطريقة التي قامت بها انقلابًا في مسيرة التاريخ الإسلامي؛ إذ إن الخلافة الراشدة قد قامت على أساس الشورى، ثم قامت الدولة الأموية – في نشأتها – على نفس الأساس بعد تنازل الحسن بن علي لمعاوية رضي الله عنهم جميعًا، ولكن الدولة العباسية قامت بالخروج المسلح على الحاكم القائم دون شورى من المسلمين، كما كانت دماء المسلمين الأمويين هي وقود نار الثورة العباسية، وذلك أمر غير مسبوق في الإسلام.
و قامت الفتوحات الإسلامية الأولى على سواعد العرب, وقد استقر أعداد من الفاتحين في المناطق التي دخلوها، بل إن قبائل وبطونًا كاملة قد استقرت في جهة معينة نتيجة وجود كثيرٍ من الفاتحين من أبنائها، وأما وجودهم في مراكز القيادة فهذا أمر طبيعي بصفتهم الفاتحين، وحيث الخلفاء من العرب، ويعتمدون على من يعرفون، وكما حدث هذا عند الأمويين حدث عند العباسيين
لقراءة المزيد إضغط على العنوان…