قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الخوف المحمود هو ما حجزك عن محارم الله.[1]
قال تعالى :
فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ 44. المائدة
فلا تخشوا الناس في تنفيذ حكمي؛ فإنهم لا يقدرون على نفعكم ولا ضَرِّكم، ولكن اخشوني فإني أنا النافع الضار.
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ[2]{36} رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ [3]{37} لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ {38} النور.
في مساجد أَمَرَ الله أن يُرْفع شأنها وبناؤها، ويُذْكر فيها اسمه بتلاوة كتابه والتسبيح والتهليل، يُصلِّي فيها لله صباح مساء, رجال لا تشغلهم الدنيا وزخرفها وزينتها و بيعها وربحها عن ذِكْرِ الله, يقدمون طاعته ومراده ومحبته على مرادهم ومحبتهم ، يخافون يوم القيامة الذي تتقلب فيه القلوب بين الرجاء في النجاة والخوف من الهلاك، وتتقلب فيه الأبصار تنظر إلى أي مصير تكون؟. وهؤلاء من الذين يتقبل عنهم ربهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم, و يدخلهم الجنة.
تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {16} السجدة .
وترتفع جنوبهم بكثرة صلاتهم بالليل تهجدا, خوفا من عقابه, وطمعا في جزيل ثوابه.
عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاث مهلكات ، و ثلاث منجيات ، فقال : ثلاث مهلكات : شح مطاع ، و هوى متبع ، و إعجاب المرء بنفسه . وثلاث منجيات : خشية الله في السرو العلانية ، و القصد في الفقر و الغنى ، و العدل في الغضب و الرضا. [4]
و قال ابن القيم الجوزية رحمه الله : فالخوف لعامة المؤمنين، والخشية للعلماء العارفين، والهيبة للمحبين، والإجلال للمقربين، وعلى قدر العلم والمعرفة يكون الخوف والخشية[5]، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: …إني لأعلمكم بالله، وأشدكم له خشية[6] وفي رواية –خوفا
قال أبى حفص : الخوف سراج القلب به يبصر الخير و الشر .[7]
وقال أبو القاسم الحكيم :من خاف من شيء هرب منه ومن خاف من الله عز وجل هرب إليه .[8]
وقيل أيضا : ليس الخائف الذي يبكي ويمسح عينيه, إنما الخائف من يترك ما يخاف أن يعذب عليه .[9]
والمفروض الخوف من الله الذي بيده ملكوت السماوات والأرض واليه المصير, بإتباع شرعه و سنة نبيه الذي أرسله هدي للعالمين, وليس الخوف ممن سواه, ممن لا يملك لا موتا ولا حياة ولا نشورا.
———————————————–