الغضب
الغضب شعلة من النار، وإنه من الشيطان, وهي أن يخرج الغضب عن حد الاعتدال، ويطغى على العقل والدين، ويندفع في سبيل الشر اندفاعاً قد يؤدي إلى الهلاك.
و بالمقابل, الغضب المحمود هو ما كان للقيم والمبادئ المشتقة من كتاب الله وسنته وهو دليل على قوة الإيمان والانتصار للحق.
عن أنس ابن مالك رضي الله عنهما, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه, ومن حفظ لسانه ستر عورته .[1]
عن ابن عباس رضي الله عنهما, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ثلاث من كن فيه آواه الله في كنفه ونشر عليه رحمته وأدخله جنته، من إذا أعطي شكر, وإذا قدر غفر, وإذا غضب فتر. [2]–[3]
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه, في حديث مطول رواه الترمذي,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ….ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات…ألا وان منهم البطيء الغضب السريع الفيء[4]. ومنهم سريع الغضب سريع الفيء ، فتلك بتلك. ألا ومنهم سريع الغضب بطيء الفيء.ألا وخيرهم بطيء الغضب سريع الفيء، وشرهم سريع الغضب بطيء الفيء، ألا و إن منهم حسن القضاء[5] حسن الطلب[6], و منهم سيئ القضاء حسن الطلب, و منهم حسن القضاء سيئ الطلب, فتلك بتلك,ألا و إن منهم السيئ القضاء السيئ الطلب, , ألا و خيرهم الحسن القضاء الحسن الطلب, ألا و شرهم سيئ القضاء سيئ الطلب ألا وان الغضب جمرة في قلب ابن آدم، أما رأيتم إلى حمرة عينيه، وانتفاخ أوداجه. فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق[7] بالأرض…[8]
وقال ابن القيم رحمه الله: دخل الناس النار من ثلاثة أبواب: باب شبهة أورثت شكًّا في دين الله، وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته، وباب غضب أورث العدوان على خلقه. [9]
نسأل الله أن يقينا شر الغضب وأن يوسع صدورنا يجعلنا من الكاظمين الغيظ، إنه ولي ذلك والقادر عليه. مصداقا لقوله : وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {134} آل عمران
——————————————-
الجامع الصغير السيوطي 8668[1]
هدأ و سكت[2]
الجامع الصغير السيوطي 3417[3]
التراجع عن الغضب[4]
مستحسن الأداء إذا كان عليه دين[5]
إذا كان له دين على أحد[6]
فليجلس بالأرض[7]
سنن الترمذي 2191[8]
الفوائد ابن القيم الجوزية[9]