الغناء و الشعر
قال تعالى
وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ[1] {224} أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ[2] {225} وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ[3] {226} الشعراء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم, في حديث رواه أبي سعيد الخدري: بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج, إذ عرض شاعر ينشد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خذوا الشيطان- أو أمسكوا الشيطان- لأن يمتلئ جوف رجل قيحا, خير له من أن يمتلئ شعرا .[4]
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشعر بمنزلة الكلام, حسنه كحسن الكلام, وقبيحه كقبيح الكلام .[5]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعر الذي يرد به حسان عن المشركين: انه لأسرع فيهم من رشق النبل .[6]
قال القرطبي, لا ينكر الحسن من الشعر أحد من أهل العلم ولا من أولى النهي, وليس أحد من كبار الصحابة وأهل العلم وأهل القدوة إلا و قد قال الشعر أو تمثل به,أو سمعه فرضيه ما كان حكمة أو مباحا, ولم يكن فيه فحش ولا لمسلم أذى.[7]
هذا ما قيل في الشعر, فما بالنا, فيما يجب أن يقال في الرقص و الغناء بكلام فاحش وساقط, و ما يحدث فيه من اختلاط و مجون يدخل بيوت المسلمين من باب واسع عبر التلفزيون, كلها إثارة للشهوات و الغرائز.
قال تعالى :
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {6}فاطر
إن الشيطان مبارز لكم بالعداوة, فعادوه أشد العداوة, وكذبوه وخالفوه فيما يغركم به من اللهو و المنكرات التي يستحي الله منها ورسوله, إنما يدعوا أتباعه ليكونوا من أصحاب السعير.
قال تعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ .سورة لقمان:{ 6}
قال ابن عباس رضي الله عنهما: “هو الغناء“، وقال مجاهد رحمه الله: “اللهو: الطبل” (تفسير الطبري)،
وقال الحسن البصري رحمه الله: “نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير” (تفسيرابن كثير)
عن أبي موسى الأشعري, قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليكونَنَّ من أمَّتي أقوامٌ ، يستحلُّونَ الحِرَ والحريرَ ، والخمرَ والمعازِفَ ، ولينزلَنَّ أقوامٌ إلى جنبِ عَلَمٍ ، يروحُ عليهم بسارحةٍ لهم ، يأتيهِم – يعني الفقيرَ- لِحاجةٍ فيقولوا : ارجِع إلينا غدًا ، فيبيِّتُهمُ اللَّهُ ، ويضَعُ العَلَمَ ، ويمسخُ آخرينَ قِرَدةً وخنازيرَ إلى يومِ القيامَةِ ( صحيح البخاري)
قال الخليفة عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه: الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن. (غذاء الألباب)
و لقد نهى الإمام مالك عن الغناء و عن استماعه، وقال رحمه الله عندما سئل عن الغناء و الضرب على المعازف: “هل من عاقل يقول بأن الغناء حق؟ إنما يفعله عندنا الفساق” (تفسير القرطبي)
في حين لقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح
و لقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد سمعوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه من غيرهم، في سفرهم وحضرهم، وفي مجالسهم وأعمالهم، بأصوات فردية كما في إنشاد حسان بن ثابت وعامر بن الأكوع وأنجشة رضي الله عنهم ، وبأصوات جماعية كما في حديث أنس رضي الله عنه في قصة حفر الخندق، كانت الأنصارُ يومَ الخندقِ تقول : نحن الذين بايعوا محمدا * على الجهاد ما حيينا أبدا. فأجابهم :اللَّهُمَّ لا عَيْشَ إلا عَيْشُ الآخِرَهْ . فأَكرِمِ الأنصارَ والمُهاجِرَهْ.(صحيح البخاري3796)
—————————————
الضالون[1]
يخوضون[2]
يكذبون[3]
صحيح مسلم 2259[4]
السلسلة الصحيحة الألباني 447[5]
تفسير القرطبي[6]
تفسير القرطبي[7]