النصيحة
صفات عباد الرحمن: النصيحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة, قالوا لمن يا رسول الله, قال, لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين ولعامتهم[1]
قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث : عماد الدين وقوامه النصيحة[2]
وقال تعالى
ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {125} النحل .
أمر الله رسوله أن يدعو الناس إلى دين الله وشرعه بلطف ولينة.
قال ابن جرير: وهو ما أنزله عليه من الكتاب والسنة { وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ } ، أي: بما فيه من الزواجر والوقائع بالناس، ذكرهم بها؛ ليحذروا بأس الله تعالى، وقوله: { وَجَـٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ } أي: من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال، فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب؛[3]
قَالَ اِبْن بَطَّال رَحِمَهُ اللَّه: النَّصِيحَة فَرْضٌ يَجْزِي فِيهِ مَنْ قَامَ بِهِ، وَيَسْقُط عَنْ الْبَاقِينَ، وَقَالَ وَالنَّصِيحَة لاَزِمَة عَلَى قَدْر الطَّاقَة إِذَا عَلِمَ النَّاصِحُ أَنَّهُ يُقْبَل نُصْحه، وَيُطَاع أَمْرُهُ، وَأَمِنَ عَلَى نَفْسه الْمَكْرُوه فَإِنْ خَشِيَ عَلَى نَفْسه أَذًى, فَهُوَ فِي سَعَةٍ[4]
وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: رحم الله أمرءاً أهدى إلي عيوبي.[5] وقال مسعر بن كدام رضي الله عنه: رحم الله من أهدى إليّ عيوبي في سر بيني و بينه، فإن النصيحة في الملأ تقريع.[6]
————————————–
صحيح مسلم 55[1]
شرح النووي لصحيح مسلم 15/1[2]
تفسير ابن كثير[3]
شرح صحيح البخاري 1/129[4]
إحياء علوم الدين الغزالي 3/64[5]
بهجة المجالس و أنس المجالس ابن عبد البر القرطبي[6]