النفاق
النفاق نوعان: 1- النفاق الأكبر : و هو ستر الكفر وإظهار الإسلام, وهو مخرج من الإسلام، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار، وعامة الآيات القرآنية يقصد بها هذا المعنى . 2- النفاق الأصغر : وهو النفاق في فروع الدين ، وهو دون الكفر ، لكنه اختلاف بين السريرة والعلانية ، فمن أظهر أنه صادق أو أمين ، وأبطن الكذب والغدر والخيانة, فهذا هو النفاق الأصغر, الذي يكون صاحبه فاسقًا[1]، وهذا النوع من النفاق ذكر في الأحاديث النبوية الشريفة .
قال تعالى :
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ[2] وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً {142} مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً[3] {143} النساء.
و هذه صفة المنافقين في أفضل الأعمال وأشرفها وهي الصلاة. و هم مترددين بين الكفر والإيمان.
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ[4]وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً[5]{145}النساء .
توعد الله المنافقين بأسفل منازل النار يوم القيامة، ولن تجد لهم -أيها الرسول- ناصرًا يدفع عنهم سوء هذا المصير.
يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ[6] قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً[7] فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ[8] لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ {13}الحديد .
بمعنى, أن المنافقون والمنافقات يقولون للذين آمنوا، وهم على الصراط: انتظرونا نستضئْ من نوركم، فتقول لهم الملائكة: ارجعوا وراءكم فاطلبوا نورًا – سخرية منهم -، فَفُصِل بينهم بسور له باب، باطنه مما يلي المؤمنين فيه الرحمة، وظاهره مما يلي المنافقين من جهته العذاب.
عن ابن عمر رضي الله عنهما, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا أؤتمن خان, وإذا حدث كذب, وإذا عاهد غدر, وإذا خاصم فجر.[9]
عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
تجِدُ مِن شِرار النَّاسِ يومَ القيامَةِ عندَ اللَّهِ ذا الوجهينِ ، الذي يأتي هؤلاء بوجه, و هؤلاء بوجه [10]
عن أم عطية رضي الله عنها, قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ثلاث من إن كن فيه فهو منافق , وان صلى وصام, وزعم انه مسلم, من إن حدث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا ائتمن خان .[11]
——————————————————
مجلة البحوث الإسلامية. صفات المنافقين عدد83 -1428/1429[1]
مجازيهم على خداعهم[2]
طريقا[3]
قعر جهنم[4]
مانعا من العذاب[5]
انتظرونا نأخذ من نوركم[6]
أطلبوا نورا[7]
بحاجز بين الجنة و النار يسمى الأعراف[8]
صحيح البخاري 34[9]
صحيح البخاري 6058[10]
صحيح ابن حبان 3033[11]