جابر بن عبد الله
جابر بن عبد الله
نسب جابر بن عبد الله وكنيته:
هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي من بني سلمة، يكنى أبا عبد الله. وأمه نسيبة بنت عقبة بن عدي، وهي من بني سلمة أيضًا. وأبوه هو عبد الله بن عمرو بن حرام الصحابي الجليل الذي استشهد في غزوة أُحد.
هو أحد المكثرين من رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث روى أكثر من ألف وأربعمائة حديث، شهد بدراً، وثماني عشرة غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان من علماء الصحابة، وكانت له حلقة علم في المسجد النبوي، كُفّ بصره في آخره عمره، ومات سنة أربع وسبعين عن أربع وتسعين سنة رضي الله عنه وأرضاه,وصلى عليه أبان بن عثمان.
.
قصة إسلام جابر بن عبد الله:
كان ممن أسلم مبكرًا، وهو أحد الستة الذين شهدوا العقبة، وذلك حينما لقي رسول الله عند العقبة في الموسم نفرًا من الأنصار، كلهم من الخزرج وهم: أبو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس، وعوف بن الحارث بن رفاعة وهو ابن عفراء، ورافع بن مالك بن العجلان، وقطبة بن عامر بن حديدة، وعقبة بن عامر بن نابي، وجابر بن عبد الله؛ فدعاهم رسول الله إلى الإسلام، فأسلموا مبادرة إلى الخير، ثم رجعوا إلى المدينة فدعوا إلى الإسلام، ففشا الإسلام فيها حتى لم تبق دار إلا وقد دخلها الإسلام. وكان جابر من المكثرين الحفّاظ للسنن، وكُفّ بصره في آخر عمره.
أثر الرسول في تربية جابر بن عبد الله:
أسلم جابر وأبوه عبد الله -رضي الله عنهما- مبكرين، ونال جابر من عطف النبي وحنانه الكثير. ولقد اهتم به النبي اهتمامًا كبيرًا، وكان يسأله عن حياته ومعاشه وأحواله كلها، ويوجِّهه دائمًا نحو الخير.
عن جابر قال: قال رسول الله : “إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل“. قال: فخطبت جارية من بني سلمة، فكنت أختبئ لها تحت الكرب حتى رأيت منها بعض ما دعاني إلى نكاحها، فتزوجتها.
وفي البخاري عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: “إذا همَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: عاجل أمري وآجله- فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: في عاجل أمري وآجله- فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به“. قال: “ويسمِّي حاجته“.
أهم ملامح شخصية جابر بن عبد الله:
حرصه على الجهاد:
لقد أقبل جابر على الجهاد من أول فرصة واتته للجهاد، لقد منعه أبوه عبد الله من الخروج إلى بدر وأُحد، واستأثر بذلك الخروج لنفسه، وترك جابرًا الشاب لأخواته الست، ولما استشهد أبوه في غزوة أُحد بادر إلى الخروج إلى الجهاد لا تفوته غزوة مع رسول الله ؛ نصرةً لدين الله وإعلاء لكلمته. قال جابر : “غزا رسول الله إحدى وعشرين غزوة، غزوت معه تسع عشرة غزوة، ولم أشهد بدرًا ولا أحدًا، منعني أبي، حتى إذا قُتل أبي يوم أُحد لم أتخلف عن غزوة غزاها”.
بعض مواقف جابر بن عبد الله مع الرسول صلى الله عليه و سلم:
عن جابر بن عبد الله قال: لما قتل أبي جعلت أكشف الثوب عن وجهه أبكي وينهوني عنه، والنبي لا ينهاني، فجعلت عمتي فاطمة تبكي، فقال النبي : “تبكين أو لا تبكين، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه“.
وروى البخاري بسنده عن جابر قال: جاء رسول الله يعودني وأنا مريض لا أعقل، فتوضأ وصبَّ عليَّ من وضوئه فعقلت، فقلت: يا رسول الله، لمن الميراث؟ إنما يرثني كلالة. فنزلت آية الفرائض.
بعض مواقف جابر بن عبد الله مع الصحابة:
مع أبيه:
في البخاري بسنده عن جابر قال: لما حضر أُحد دعاني أبي من الليل، فقال: “ما أراني إلا مقتولاً في أول من يقتل من أصحاب النبي ، وإني لا أترك بعدي أعز عليَّ منك غير نفس رسول الله ، فإن عليَّ دينًا فاقضِ واستوصِ بأخواتك خيرًا”. فأصبحنا فكان أول قتيل، ودفن معه آخر في قبر، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع الآخر، فاستخرجته بعد ستة أشهر، فإذا هو كيوم وضعته هُنَيَّةً غير أُذُنه.
مع أبي بكر الصديق:
عن جابر بن عبد الله الأنصاري -رضي الله عنهما- أنه قال: دخلت على رسول الله