قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
قال تعالى
وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ …{33} الإسراء .
قتل النفس بغير حق, من السبع الموبقات التي حرمها الله بين عباده, كما جاء في حديث عن عبد الله بن عمرو, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم.[1] و هي أعظم عند الله, لقوله عز و جل :وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً {93} النساء .
عن أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري قال: كنَّا مع عثمانَ رضي اللهُ عنه وهو محصورٌ في الدارِ فدَخَلَ مدخلًا كانَ إذا دَخَلَهُ يُسمَعُ كلامُهُ من علَى البَلاطِ قالَ: فدخَلَ ذلك المدخَلَ وخرجَ إلينَا فقال: إنهم يتوعَّدُونَنِي بالقتلِ آنِفًا قال: قلنا: يكفيكَهُم اللهُ يا أميرَ المؤمنينَ قال: وبم يقتُلونَنِي إني سمعتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول: لا يَحِلُّ دمُ امرئ ٍمسلمٍ إلا بإحدَى ثلاثٍ رجلٍ كَفَرَ بعدَ إسلامِهِ أو زَنَى بعدَ إحصانِهِ أو قتلَ نفسًا فيقتُلُ بِهَا , فواللهِ ما أحببتُ أن لي بدِينِي بدلًا منذُ هدَانِي اللهُ ولا زَنَيْتُ في جاهليةٍ ولا في إسلامٍ قطُّ ولا قتلتُ نفسًا فبِمَا يقتلونَنِي.
ولقد تطرقنا في باب الجهاد في سبيل الله بما أصبح يسمى بالإرهاب, بحيث أصبحت جماعات تكفيرية تدعي الإسلام, بل تشوه بصورة الاسلام, و تقتل الأبرياء من المسلمين وغيرهم بزرع عبوات ناسفة أو بتفجير أنفسهم في بلاد إسلامية في أسواق وباحات مكتظة بالمسلمين الأبرياء يشهدون لله بالوحدانية, في العراق… في المغرب أو الجزائر,…. بدعوى أنهم يجاهدون في سبيل الله: ما عساهم, يقولون للحق سبحانه يوم الحساب,لقتل نفسه وقتل مؤمنين بغير حق. و ما جوابهم على قوله تبارك و تعالى:
…مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فكأنما قتل النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا…32.المائدة
عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة لقي الله مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله .[2]
عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم أخو المسلم لا يخونه و لا يكذبه, و لا يخذله, كل المسلم على المسلم حرام, عرضه و ماله و دمه . التقوى ههنا. بحسب امرئ من الشر أن يحتقر أخاه.[3]
في حديث رواه عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم, في حجة الوداع :… لا ترجعوا بعدي كفارا, يضرب بعضكم رقاب بعض[4] …
و نختم هذا الباب بذكر كبيرة من أقبح الكبائر, و هي الانتحار, حفظنا الله و حفظ الله شبابنا المسلم من هذه الآفة.
ومن أسباب الانتحار نذكر : ضعف الواعز الديني, اليأس والاكتئاب و إدمان المخدرات… وهناك أسباب اجتماعية منها : تكسير الروابط الاجتماعية, العنف الأسري و الاضطهاد…
والانتحار حرام في الاسلام مصداقا لقوله تبارك وتعالى : وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً {29} النساء .
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من تردى[5] من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها[6]
————————————-
صحيح النسائي الألباني 3998[1]
سنن ابن ماجة 2620ح -2/874[2]
صحيح الترمذي ألألباني 1927[3]
صحيح النسائي الألباني 4137[4]
أسقط نفسه[5]
صحيح البخاري 5778[6]