للقراءة منهج
– للقراءة منهج
– ا.د أبو اسامة م. المصطفى غانم الحسني
الحمد لله؛
اعلم ان القراءة نعمة ربانية من الله بها على الانسانية جمعاء وجعلها على الانسان المسلم واجبة بقوله تعالى: “ اقرا” أي : قل يا محمد لامتك أن تقرأ بصيغة الأمر . والأوامر تفيد الوجوب كما قرره الأصوليون رحمهم الله ونفعنا بعلمهم امين.
والقراءة عندي نوعان :
قراءة متعة.
وقراءة تعلم وهي تتنوع إلى:
– قراءة استكشافية وتكون سريعة
– قراءة متفحصة وتكون متأنية بعض الشيء
– قراءة نقدية وتكون أبطأ وأعمق.
وفي جميعها ، على القاريء أن يكون بين يديه قلم رصاص ومجموعة من الجذاذات مقاس 10/13 ؛ يسجل أولا في إحدى الجذاذات: عنوان الكتاب كاملا ، واسم مؤلفه كاملا( مع تاريخ وفاته إن وجد) واسم محققه إن كان الكتاب من الأمات. وأن يسجل الدار التي طبعته؛ والسنة التي طبع فيها ورقم الطبعة. وعدد الأجزاء ( وتسمى بطاقة التعريف بالكتاب)
— ثم يشرع في القراءة الاستكشافية وكلما مر على شيء مهم أو مثير يقيد في جذاذة خاصة عنوان الفكرة والصفحة التي بها تلك الفائدة إلى أن ينهي قراءة الكتاب كاملا. ويعود الى تلك الجذاذات فيتأملها جميعا .ويشرع في القراءة المتفحصة من بداية الكتاب الى نهايته وستكون له تلك الجذاذات معالم في الطريق تجعله ينتبه اكثر الى فوائد الكتاب التي فاتته فيعمل على تقييدها إما حرفيا ان كانت نصا يستشهد به: نثرا كان النص أو شعرا. أو ترجمة لعالم له شأن؛ أو تاريخ لواقعة. أو عنوان لتأليف،… الخ . أو تلخص تلك الفائدة تلخيصا محكما وتوضع في جذاذة خاصة ويحال على الجزء والصفحة دائما للمراجعة أولا وللتوثيق ثانيا.
وعندما ينتهي يرجع إلى جذاذاته يتمعن فيها من جديد مما سيدفعه الى إعادة قراءة الكتاب قراءة ثالثة نقدية تميز بين المفيد، والأفيد، والأولى. وبين الغث والحشو… وتجعله يكتشف الخطأ العلمي إن وجد وهكذا.. .
وعلى طالب العلم ألا يستعجل، فقراءة كتاب واحد مفيد بهذا المنهج أفضل له من أن بقرأ عشرة كتب يمر عليها مر الكرام أو يقرأ صفحة أو صفحتين ويترك الباقي !!! وهذه القراءة هي التي أسميها : “ قراءة المتعة” ؛ قد تفيد إفادة آنية ضئيلة جدا . ولا ترسخ في الأذهان أبدا.
ولقراءة الكتب الكبيرة جدا، إن كانت من المجاميع مثل : الأغاني. عقد الفريد، نهاية الأرب . التذكرة الحمدونية . عيون الأخبار. الحيوان للجاحظ، خزانة الأدب؛ محاضرة الأدباء، البصائر والذخاير، نشوار المحاضرة … هذه تسلك قبل النوم وعليها ينام القاريء ، وهي أيضا، لابد من قلم الرصاص والجذاذات لتصيد الفوائد منها وعندما يختم الكتاب يشرع في الآخر وهكذا .. وعليه ان يعيد سلكها مرة ثانية وثالثة ورابعة كلما أتم سلكها..
أما كتب الفقه واللغة والحديث الكبيرة فعلى الطالب أن يقرأ المقدمة قراءة تمعن وينتقل إلى فهارس الكتاب ويعلم على الأهم ثم المهم ويرجع إليها كلما احتاج الى فكرة أو حكم أوشرح لمعنى او لفظة وهكذا دأبه ليلا ونهارا.
وهناك كتب إذا وجد طالب العلم وقتا لسلكها ابضا، فاليفعل مثل: فتح الباري، و المحلى، والمجموع، والتمهيد والاستذكار، والمغني بشرحه الكبير، ونفائس الأصول للقرافي.
وكتبه في محروسة وجدة العبد الضعيف الفقير إلى مولاه: ا.د أبو اسامة م. المصطفى غانم الحسني لطف الله به في21/02/2016
وفق 13جمادى الاولى 1437
إجابة على سؤال ورد عليه من الفقيه النبيه إبرهيم السغروشني حفظه الله تعالى.