3- وسوسة القرين – جمعه محمد بوطاهر بن أحمد بن الشيخ الحساني
قال تعالى: قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (ق:27 )
فالقرين هو الشيطان الموكل بالإنسان في الدنيا، يأمره بالفحشاء، وينهاه عن الطاعات والمعروف, ويزرع في قلبه الوسوسة والخوف والشكّ والهواجس وسوء الظنّ, ويزين له الباطل. والقرين يتّعاون مع السّحرة وشياطينهم لإذاية الإنسان .
و جاء ذكر القرين أيضا, في قوله عز وجل : ومن يعشُ عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانا فهو له قرين (الزّخرف 36).
فالبعد عن ذكر الله, يعرض الإنسان لوساوس الشيطان.
ويتبرأ الإنسان من قرينه يوم لا ينفع لا مال ولا بنون, في قوله تعالى: حتّى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بُعد المشرقين فبئس القرين (الزّخرف 38 (.
وكلّ إنسانٍ له قرينٌ من الملائكة وقرينٌ من الشّياطين.
قال رّسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ما منكم من أحدٍ إلّا وقد وُكّل به قرينه من الجنّ وقرينه من الملائكة، قالوا : وإيّاك يا رسول الله, قال: وإيّاي، ولكن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلّا بخير“.[1]
وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم في حديث رواه ابن مسعود : “إنَّ للشَّيطانِ لمَّةً بابنِ آدمَ وللملَكِ لمَّةً : فأمَّا لمَّةُ الشَّيطانِ ، فإيعادٌ بالشَّرِّ ، وتَكْذيبٌ بالحقِّ ، وأمَّا لمَّةُ الملَكِ ، فإيعادٌ بالخيرِ ، وتصديقٌ بالحقِّ ، فمن وجدَ ذلِكَ فليعلَم أنَّهُ منَ اللَّهِ فليحمَدِ اللَّهَ ، ومن وجدَ الأخرى ، فليتعوَّذ باللَّهِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ” ، ثمَّ قرأَ : الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ الآيةَ (البقرة -268) “[2]
فإذا هممت بطاعةٍ فتلك لمّة الملك (القرين)، وإذا هممت بمعصيةٍ فهي من إيحاء الشّيطان ( القرين) وكلاهما بإذن الله.
ولكن إذا منَّ الله تعالى على العبد بقلبٍ سليم صادق، فإنّه يقوّيه على قرينه، ومن ذلك قوله تعالى: وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنّه هو السّميع العليم.(فصلت 36)
ويتكلم القرين مع الإنسان بصوت مطابق لصوته, لهذا يجب عليه أن يميز بين أفكاره التي هي من النفس, ووساوس القرين, ثم يعرضها على الشرع, فإن كانت توافقه, إتبعها, وإن كانت تعارضه, أعرض عنها, فهي من القرين (الشيطان).
——————-
– المراجع:
[1] رواه مسلم -2814
[2] سنن الترمذي-2988