لقد اختار الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم ليكون النبي الخاتم الذي بشر به الأنبياء السابقون عليهم السلام. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا نسب شريف في قومه، إذ إنه كان من أعرق قبيلة عربية وهي قريش ومن أشرف بيت في تلك القبيلة، وهو بيت بني هاشم، كما قال صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: “إن الله اصطفى كنانة من بني آدم، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفاني من بني هاشم، فأنا خيار من خيار” وكان لهذا الاصطفاء أهمية، إذ كانت الأنظار تحيط ببيت النبي صلى الله عليه وسلم والمتمثل في هاشم الجد الأعلى للنبي صلى الله عليه وسلم لذا حفظت سيرة ذلك البيت وأحداثه التاريخية منذ أن انتقلت الزعامة إلى هاشم حيث تولى سقاية الحاج ورفادتهم، فأصبح قبلة وفخر قريش…
إضغط على العنوان لقراءة المزيد…
نبذة مختصرة عن حياة سيدنا و حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، وينتهي نسبه الشريف الى النبي ابراهيم عليه السلام, وأمه هي السيدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف. لقب بالمصطفى، بالمختار و بالحبيب … وله أسماء وردت في القرآن الكريم مثل: خاتم النبيين، والأمّي، والمزمل، والمدثر، والنذير، والمبين، والكريم، والنور، والنعمة، والرحمة، والعبد، والرؤوف، والرحيم، والشاهد، والمبشر، والنذير، والداعي، وغيرها.
ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الإثنين 17 وقيل 12 من شهر ربيع الأول عام الفيل بمكة، وقد مات أبوه وهو في بطن أمه، وتوفيت أمه وعمره ست سنين فكفله جده عبدالمطلب ولما بلغ عمره ثمان سنين توفى جده فكفله عمه أبو طالب وأحسن كفالته، وكان لا يفارقه ليلا ولا نهارا، وصحبه في أسفاره إلى الشام للتجارة، ولما بلغ الأربعين سنة من عمره الشريف نزل عليه الوحي بالنبوة وكان في غار حراء، وأول آية نزلت عليه: إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق
فأخبر خديجة فصدقت به، وأخبر علي بن أبي طالب فصدق به، وأخذ في نشر دعوته سرا، ثم أعلنها فأسلم جماعة من العرب فعذبتهم قريش وهاجر إلى المدينة بعد أن أسلم جماعة من أهلها، وأخذ في نشر الدعوة وحاربته قريش والعرب فانتصر عليهم وفتح مكة. وبعد أن أكمل نشر دعوته وانتشر الإسلام في جزيرة العرب توفاه الله تعالى. وقد عاش نبي الله صلى الله عليه و سلم ثلاثا وستين سنة، أربعين منها قبل أن يبعث بالرسالة، وثلاثا وعشرين سنة نبيا رسولا قضى منها (13) سنة في مكة و (10) سنين في المدينة.
إمتاز النبي محمد صلى الله عليه و سلم بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة. فقد كان بعيدا عن كل ما يشين سمعته سواء في أقواله أو أفعاله، متواضعا عفيفا صادقا أمينا حتى لقبته قريش بالصادق الأمين. وكان صلى الله عليه و سلم حليما كريما سخيا شجاعا أوفى العرب ذمة، صبورا على المكاره والأذى في سبيل نشر دعوته. وكان لا يغضب لنفسه ولا ينتقم لها، سفيقا لأصحابه كثير التردد إليهم، يقبل معذرة من اعتذر إليه، يحب الفقراء والمساكين ويأكل معهم، قليل الأكل، يختار الجوع على الشبع مواساة للفقراء. وكان صلى الله عليه و سلم يجلس على التراب ويرقع ثوبه ويخصف نعله بيده الكريمة.وكان لا يجلس ولا يقوم إلا ذكر الله تعالى. وقد مدحه الله جل جلاله بقوله تعالى : وإنك لعلى خلق عظيم.
جاء صلى الله عليه و سلم بالمساواة بين جمع الخلق، وبالاخوّة، والعفو العام عمّن دخل في الاسلام، ثم سنّ شريعةً باهرةً وقانوناً عادلاً تلقاه عن الله عزّوجلّ ثم تلقاه المسلمون منه.
و من أعظم معجزات الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم نذكر القرآن الكريم الذي عجزت قريش والعرب جميعا عن معارضته والإتيان بمثله.و وضعه للشريعة الإسلامية المطابقة للحكمة والموافقة لكل عصر وزمان مع كونه أميا لا يقرأ ولا يكتب وقد نشأ بين قوم أميين.
و لقد دعا الناس في مكة إلى التوحيد سراً مدة ثلاث سنين، و دعاهم علناً مدة عشر سنين.ثم هاجر من مكة الى المدينة المنورة في بداية شهر ربيع الأول بعد مرور 13 عاماً من مبعثه،وذلك لشدة اذى المشركين له ولأصحابه. و لقد أذن الله عز وجلّ للرسول صلى الله عليه و سلم بقتال المشركين والكفار والمنافقين، فخاض معهم معارك كثيرة إنتهت بفتح مكة, نذكر هنا أبرزها: بدر, أحد ,الخندق ,الأحزاب, خيبر و حنين,
و بعد حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة المباركة, عاد خاتم الانبياء و المرسلين صلى الله عليه و سلم إلى المدينة، وراح يجهز الجيوش للفتح، ولكن المرض داهمه، واشتدّ عليه، ولم يلبث أن انتقل إلى جوار ربه، ودفن في الحجرة التي توفي فيها. اللهم صلى و سلم أفضل الصلاة و التسليم على خير خلق الله سيدنا و حبيبنا محمد خاتم الأنبياء و المرسلين وعلى آله و أصحابه الطيبين الطاهرين
للمزيد من التفصيل, تصفح كتاب السيرة النبوية لإبن هاشم أو كتاب الفصول في سيرة الرسول لإبن كثير , على الرابط أسفله…
السيرة النبوية لابن هشام تعد من أشهر كتب السيرة النبوية الشريفة و أشدها وثوقا بعد سيرة إبن إسحاق, التي ألفها في أوائل خلافة العباسيين, ثم جاء بعد نصف قرن, ابن هشام الذي ألف سيرة نبوية منقحة و مهذبة, بصيغة مختصرة, حيث حذف الأخبار التي ليست من السيرة في شيء, و كذا الأشعار التي شك في صحتها, بكل حرص و أمانة. و لقد عرفت سيرة ابن إسحاق باسم سيرة ابن هشام لأنه كان راويها و ملخصها و مهذبها….
الفصول في سيرة الرسول : كتاب قيم يترجم فيه الإمام ابن كثير ذكر نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم, و سيرته و أعلامه و ذكر أيام الإسلام بعده مما يحتاج أهل العلم إليه على سبيل الاختصار. قال الإمام بن كثير في مقدمته : ..فإنه يحمل بأولي العلم إهمال معرفة الأيام النبوية و التواريخ الإسلامية, و هي مشتملة على علوم جمة, و فوائد مهمة, لا يستغني عالم عنها, و لا يعذر في العرو عنها. وقد أحببت أن أعلق تذكرة في ذلك لتكون مدخلا إليه, أنموذجا و عونا له و عليه, و على الله اعتمادي, و إليه تفويضي و استنادي..