ثمرة حسن الخلق -رضا الله ورسوله
وفي ما يلي, بعض الصور لرضا الله ورسوله, مقتطفات من الكتاب والسنة, خص الله بها عباده الصالحين, عباد الرحمن.
قال تعالى :
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {100} التوبة .
أولئك الذين رضي الله عنهم لطاعتهم الله ورسوله، ورضوا عنه لما أجزل لهم من الثواب على طاعتهم وإيمانهم، وأعدَّ لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا، ذلك هو الفلاح العظيم.
أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {22} المجادلة.
و أي تشريف لعباد الرحمن أكثر من أن يصفهم الله عز و جل بحزب الله و ينالون رضوانه.
وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً {69} النساء .
و من يستجيب لأوامر الله تعالى وهدي رسوله محمد صلى الله عليه وسلم, فأولئك الذين عَظُمَ شأنهم وقدرهم، فكانوا في صحبة مَن أنعم الله تعالى عليهم بالجنة من الأنبياء والصديقين والشهداء في سبيل الله وصالح المؤمنين، وحَسُنَ هؤلاء رفقاء في الجنة.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ {7} البينة .
إن الذين صَدَّقوا الله واتبعوا رسوله وعملوا الصالحات، أولئك هم خير الخلق.
وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {25}البقرة .
ذكر تعالى حال أوليائه من السعداء المؤمنين به وبرسله الذين صدقوا إيمانهم بأعمالهم الصالحة، ثم وصف الجنة بأنها تجري من تحتها الأنهار, أي: من تحت أشجارها وغرفها،
وقد جاء في الحديث: أن أنهارها تجري في غير أخدود، وجاء في الكوثر, أن حافتيه قباب اللؤلؤ المجوف، ولا منافاة بينهما؛ فطينها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والجوهر، نسأل الله من فضله, إنه هو البر الرحيم.[1]
وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَـٰبِهاً , قال ابن كثير في تفسيره: يؤتى أحدهم بالصفحة من الشيء، فيأكل منها، ثم يؤتى بأخرى، فيقول: هذا الذي أوتينا به من قبل، فتقول الملائكة: كُلْ، فاللون واحد، والطعم مختلف.[2]
عن بن عمر رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن أدنى أهل الجنة منزلة الذي ينظر إلى جنانه ونعيمه وخدمه وسرره من مسيرة ألف سنة وان أكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية ثم تلا –وجوه يومئذ ناضرة22. إلى ربها ناظرة23 القيامة-[3]
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم , قال الله عز وجل أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر, مصداق لقوله تبارك و تعالى- فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {17}السجدة [4].
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا.[5]
عن أنس ابن مالك رضي الله عنهما, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وددت لو لقيت إخوائي. فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أو ليس نحن إخوانك. فقال: أنتم أصحابي , و لكن إخواني الذين آمنوا و لم يروني [6]. و في لفض آخر : أما أحبائي فهم قوم لم يروني وآمنوا بي وأنا إليهم بالأشواق أكثر.
———————————-
تفسير ابن كثير[1]
نفس المرجع[2]
سنن أحمد ح.5317-ج2/64[3]
صحيح مسلم ح.2824-ج4/2174[4]
صحيح مسلم ح.2829-ج4/2177[5]
مسند الإمام أحمد ج10 -12517[6]