خديجة بنت خويلد – الأستاذة لطيفة مكاوي
الحمد لله رب العالمين وأصلي أفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد النور المبين، وعلى آله أصحابه وأزواجه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد, هذه سلسلة دروس عن سيرة زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم, أمهات المؤمنين ر ضي الله عنهن وأرضاهن جميعا, ففي سيرتهن الكثير من المواقف المشرفة والأحداث الهامة, ومثلا مضيئا لسلوك المرأة المسلمة المحافظة على بيتها وأبنائها ومحيطها الاجتماعي. فمن أجل ذلك وجب علينا التعرف عليهن رضي الله عنهن، وعلى حياتهن وفضلهن ومكانتهن في الإسلام خاصة, وأنهن سطعن في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، واهتدين بهديه ونهلن من ينابيعه الدافقة بنور العلم والمعرفة والعامرة بنور الإيمان, فكن معلمات وقدوة لنساء البشرية ومن أمهات المؤمنين اللاتي تزوج بهن الرسول الكريم, نذكر :
1-خديجة بنت خويلد, 2- سودة بنت زمعة, 3-عائشة بنت أبي بكر, 4-حفصة بنت عمر بن الخطاب, 5-زينب بنت جحش, 6-أم سلمة بنت أبي أمية, 7-زينب بنت جحش, 8-جويرية بنت الحارث, 9-أم حبيبة بنت أبي سفيان, 10-صفية بنت حيي, 11- ميمونة بنت الحارث, وأخيرا مرية القبطية.
وسنبدأ هذه السلسلة من الدروس بالسيرة العطرة بسيرة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
أسمها ونسبها :
هي خديجة بنت خويلد بنت أسد بن عبد العزى, ابن قصي بن كلاب يلتقي نسبها بنسب النبي صلى الله عليه وسلم في الجد الخامس قصي بن كلاب. فكانت من الذؤابة في قريش نسبا وبيتا وشرفا. قال ابن هشام : “كانت خديجة يومئذ أوسط نساء قريش نسبا وأعظمهن شرفا وأكثرهن مالا”
والدها :
كان خويلد بن أسد من أشرف قريش ومن أكبر رجالها وذوي الوجاهة فيها. ومما يدل على ذلك أنه كان ضمن الوفد الذي أرسلته قريش إلى اليمن ليهنئ ملكا العربي سيف بن ذي يزن, عندما انتصر على الأحباش وطردهم من اليمن, بعد عام الفيل بسنتين, أتاه وفد قريش, وفيهم عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم, وأمية بن عبيد شمس, وخويلد بن أسد في ناس من وجوه قريش من أهل مكة فأتوه بصنعاء في قصر له عمدان. والراجح أن أبى خديجة مات قبل حرب الفجار[1].
والدتها :
هي فاطمة بنت زائدة بنت جندب, ويمتد نسبها إلى لؤي بن غالب الذي تنتسب إليه قريش وهي تلقي بنسب النبي صلى الله عليه وسلم أيضا.
ميلادها :
ولدت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشية الأسدية , سنة 68 قبل الهجرة (556 هجرية) بمكة المكرمة. تربت في بيت عز و مجد، نشأت على الصفات والأخلاق الحميدة, عرفت بالعفة والعقل والحزم حتى لقبها قومها في الجاهلية بالطاهرة.
حياة خديجة بنت خويلد قبل زواجها من رسول الله :
لقد تزوجت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد مرتين[2] , فكان زواجها الأول من عتيق بن عائذ المخزومي فَوَلَدَتْ مِنْهُ جَارِيَةً وَهِيَ هند[3],و توفي وترك لها ثروة طائلة, ثم تزوجت أبا هالة بن النباش بن زرارة التيمي ومات عنها أيضا, فَوَلَدَتْ لَهُ ؛ هند بن أبي هالة[4]
تجارة خديجة بنت خويلد :
كانت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ذات مال وثراء, تستأجر الشباب للتجارة بمالها حيث كانت ترسلهم إلى الشام لشراء البضائع. فلما بلغها عن خبر الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم, صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه ، رغبت في أن تستأجره ليعمل لها في تجارتها ، فأرسلت له من يعرض عليه الأمر فأعطته أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار, فقبل النبي بذلك, وسافر إلى الشام في تجارة لأموالها, صحبة غلام لها يدعى ميسرة. فلما رجع إلى مكة , باعت خديجة ما أحضر لها من تجارة, فتضاعفت أموالها. وحدثها ميسرة بما شاهده من كرامات النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه كان يشاهد ملكين يظلانه وقت الحر. وأخبرها بما قاله الراهب حين رأى النبي يستظل تحت شجرة بقرب الدير : “ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي”.
لما رأت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها من أمانة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وحسن خلقه, وصدق حديثه, تحدثت برغبتها في الزواج منه إلى صديقتها نفيسة أخت يعلى بن أمية .فأرسلتها له, فقالت له : “يا ابن عم, إني قد رغبت فيك لقرابتك وسطتك (شرفك) في قومك, وأمانتك وحسن خلقك, وصدق حديثك”. [5]
فوافق رسول الله صلى الله عليه وسلم, بالزواج منها, وذهب معه أحد اعمامه, وطلبها من عمها عمرو بن أسد[6] , وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وعشرين سنة، وهي يومئذ بنت أربعين سنة[7] , فولدت له : القاسم, وعبد الله ويلقب بالطيب والطاهر, وزينب, ورقية, وأم كلثوم, وفاطمة.
وكانت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد أول زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولم يتزوج عليها حتى توفيت في شهر رمضان من السنة العاشرة من النبوة, قبل الهجرة بثلاث سنين .
كانت السيدة خديجة أحب أزواجه وأقربهم إليه.وهي أقرب أمهات المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم في النسب، ولم يتزوج من ذرية قصي غيرها إلا أم حبيبة، وكانت أوسط نساء قريش نسباً، وأعظمهن شرفاً، وأكثرهن مالاً، تزوجها صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وبقيت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن أكرمه الله برسالته، فآمنت به ونصرته، فكانت له وزير صدق، فهي ممن كمل من النساء فقد كانت عاقلة جليلة دينة مصونة كريمة من أهل الجنة، وكان صلى الله عليه وسلم يثني عليها ويفضلها على سائر نسائه رضي الله عنهن ويبالغ في تعظيمها، فلم يتزوج امرأة قبلها، وكل أولاده منها إلا إبراهيم رضي الله عنه فإنه من سريته مارية رضي الله عنها كما لم يتزوج صلى الله عليه وسلم عليها امرأة قط، ولا تسرى إلى أن قضت نحبها رضي الله عنها فكانت وفاتها قبل الهجرة بثلاث سنين.[8]
ومن حبه لها أنه كان يذكرها كثيرا بعد وفاتها. ففي حديث روته عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما, قالت: ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة وإني لم أدركها قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة فيقول: “أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة قالت: فأغضبته يوماً فقلت: خديجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد رزقت حبها” [9]
وقولها: “ما غرت للنبي صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه ما غرت على خديجة لكثرة ذكره إياها ” [10]
والسيدة خديجة رضي الله عنها بقيتْ مع رسول الله طيلة حياتها تؤازره في أحرج أوقاته، وتُعينه على إبلاغ رسالته، وتشاركه في مغارم الجهاد، وتواسيه بنفسها ومالها, ولم تبخَل عليه بما آتاها الله من مال ومتاع في سبيل نصرة الدعوة.
وقد تمكنت رضي الله عنها من أن تهيئ للنبي صلى الله عليه وسلم بيتا هانئا؛ إذ أعانته على خلوته في غار حراء و واسته بنفسها و مالها ، فثبتته وصدقته عندما جاءها خائفا يرتجف قائلا: “زملوني زملوني”.
ووصفت السيدة عائشة رضي الله عنها بدأ الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم, وموقف خديجة رضي الله عنها من هذه المرحلة العصيبة بقولها : “أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح فكان يأتي حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال اقرأ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ علم الإنسان ما لم يعلم فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال زملوني, زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال يا خديجة ما لي وأخبرها الخبر وقال قد خشيت على نفسي فقالت له : كلا أبشر فو الله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة أخو أبيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة أي ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال ورقة ابن أخي ماذا ترى فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى يا ليتني فيها جذعا أكون حيا حين يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم فقال ورقة نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رءوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال يا محمد إنك رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك “[11]
ويقول عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث روته السيدة عائشة رضي الله عنها : “آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء” [12]
والسيدة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها قد اختارها الله عز وجل واصطفاها من دون النساء، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. فكانت أول من صدق بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأحسنت معاملتها له, وبذلك نالت مرتبة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى,
ففي حديث رواه أبي هريرة رضي الله عنه قال:” أتى جبريلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام، (أو طعام، أو شراب)، فإذا هي أتتْك فاقرأ عليها السلام من ربها، ومنِّي، وبشِّرْها ببيت في الجنة مِن قصب، لا صخبَ فيه ولا نصب.“[13]
جاء في حديث أنس قال: قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم إن الله يقرئ خديجة السلام، يعني فأخبرها. فقالت: “إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته“[14].
قال العلماء في شرح الحديث: فعرفت خديجة رضي الله عنها لصحة فهمها أن الله لا يرد عليه السلام كما يرد على المخلوقين لأن السلام اسم من أسماء الله تعالى, وفي هذه القصة دليل على وفور فقهها رضي الله عنها.
يقول ابن حجر في شرح هذا الحديث: “لما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام أجابت خديجة طوعا فلم تحوجه إلى رفع صوت ولا منازعة ولا تعب في ذلك بل أزالت عنه كل نصب وآنسته من كل وحشة وهونت عليه كل عسير ، فناسب أن يكون منزلها الذي بشرها به ربها بالصفة المقابلة لفعلها.”[15]
ولقد وفرت السيدة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها حياتها لخدمة رسول الله – صلى الله عليه وسلم, ووفرت له أيضا المشورة الصادقة الصائبة ، خلال مواقفها معه أثناء تبليغ رسالة ربه حتى توفاها الله تعالى , وهو راض عنها، فرضي الله عنها وأرضاها.
وكانت خديجة رضي الله عنها السند الداخلي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، في الوقت الذي كان فيه عمه أبو طالب سندًا خارجيًّا، يُساهم في حماية الدعوة ودفع المخاطر القادمة من كفار قريش.
وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خير نساء الجنة خديجة بنت خويلد، فيما رواه الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَا هَذَا ؟ فَقَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ».
“وكان الرسول كلما رأى رؤيا قصّها على خديجة، لكنه رأى رؤي العين وليس منامًا أن سقف بيته نزل منه ملكان؛ بينهما جبريل عليه السلام؛ فشقا صدره وجوفه وأخرجا ما فيه وغسلاه بماء زمزم، ثم جاءا بطست ذهبي ملؤه حكمة وإيمانًا وأفرغاه في صدره، ثم أطبقاه.. كان ذلك قبل حادثة الإسراء والمعراج مباشرة وقد قيل أن الله كان يهيء نفس النبي لمشاهدة ما هو أكبر مما يستطيعه البشر. ولما سمعت خديجة تلك المعجزة قالت: “أبشر فإن الله لا يصنع بك إلا خيرًا، هذا خير فأبشر “[16] . “وبهذا كانت خديجة أول من آمن، وأول من ثبت، وأول من توضأ وأول من صلى بعد الحبيب المصطفى” [17]
توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها, الساعد الأيمن لرسول صلى الله عليه وسلم, في نشر الدعوة, قبل هجرته إلى المدينة المنورة بثلاث سنوات, ولها من العمر خمسة وستين سنة.وأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه الشريفتين بالحجون بمكة المكرمة. وكان لوفاتها وقع شديد عليه, فقد حزن حزنا شديدا, وهي التي واسته بنفسها ومالها وصبرت على الشدة والمتاعب ما يقارب على ربع قرن. وواجه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المصيبة بصبر واحتساب ورباطة جأش راضيا بحكم الله عز وجل, خاصة وأنها توفيت بعد وفاة عمه أبي طالب بثلاثة أيام, الذي كان يحوطه برعايته ويدافع عنه ضد أذى قريش. فاعتبر أهل السير ذلك العام من أشد الأعوام التي مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم, حتى سمي عام الحزن, لأن الأحزان توالت على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونكتفي بهذا القدر, لتكن سيرة خير نساء الجنة, أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها , إسوة حسنة لنا ولأبنائنا وبناتنا ولسائر المسلمين والمسلمات, في صبرها على الشدائد, و حسن معاملتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم, وإيمانها برسالته, وإخلاصها في خدمته, حيث لم تبخل بكل ما أوتيت من غالي ونفيس, من أجل نصرة هذا الدين العظيم , إلى أن لقيت ربها وهو راض عنها.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد النبي الأمي وعلى أزواجه وآل بيته وصحبه أجمعين . وارض اللهم على أزواجه وعلى الخلفاء الراشدين, أبي بكر، وعمر ,وعثمان, وعلي, وعلى الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. والحمد لله رب العالمين .
—————————–
المراجع:
[1] وقد ذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى سبب تلك الحرب وتاريخها فأخرج بسنده من حديث إبراهيم التيمي وعبد الله بن يزيد الهذلي عن يعقوب بن عتبة الأخنسي قال : “كان سبب حرب الفجار أن النعمان بن المنذر بعث بلطيمة له إلى سوق عكاظ للتجارة وأجارها له الرحال عروة بن عتبة بن جابر بن كلاب فنزلوا على ماء يقال له أوارة فوثب البراض بن قيس أحد بني بكر بن عبد مناة بن كنانة وكان خليعا على عروة فقتله وهرب إلى خيبر فاستخفى بها ، وبلغ قيسا الخبر آخر ذلك اليوم ، فنادى المنادي بينهم ميعاد ما بيننا وبينكم هذه الليالي من قابل وأنا لا نأتلي في جمع ، فمكثت قريش وغيرها من كنانة وأسد بن خزيمة ومن لحق بهم من الأحابيش ، سنة يتأهبون لهذه الحرب وتأهبت قيس عيلان ثم حضروا من قابل ، فالتقوا فكانت الدبرة أول النهار لقيس على قريش وكنانة ومن ضوى إليهم ثم صارت الدبرة آخر النهار لقريش وكنانة على قيس فقتلوهم قتلا ذريعا حتى نادى عتبة بن ربيعة يومئذ إلى الصلح فاصطلحوا على أن عدوا القتلى وودت قريش لقيس ما قتلت فضلا عن قتلاهم ووضعت الحرب أوزارها فانصرفت قريش وقيس.”
قال ابن كثير في تاريخه : “وكان القتال فيه في أربعة أيام يوم شمطة ويوم العبلاء وهما عند عكاظ ويوم الشرب وهو أعظمها يوما وفيه قيد رئيسا قريش وبني كنانة وهما حرب بن أمية وأخوه سفيان أنفسهما لئلا يفرا وانهزمت يومئذ قيس إلا بني نضر فإنهم ثبتوا ويوم الحريرة عند نخلة ثم تواعدوا من العام المقبل إلى عكاظ فلما توافوا نادى عتبة بن ربيعة بالصلح فاصطلحوا .”
[2] وفي رواية حول عدد أبنائها قبل زواجها برسول الله صلى الله عليه وسلم : “زوجها الأول هو: عتيق بن عائذ المخزه وزوجها الثاني هو: أبو هالة هند بن زرارة التميمي ، وأنجبت منه: هند والطاهر وهالة.”
[3] وذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله : ” هند بنت عتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم , أمها خديجة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكرها الدارقطني في كتاب الإخوة , وقال: أسلمت وتزوجت, ولم ترو عنه شيئا .
[4] أما هند بن أبي هالة: فقال الحافظ ابن حجر : ” … ربيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم, أمه خديجة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم روى عنه الحسن بن علي صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم, أخرجه الترمذي, والبغوي, والطبراني, وغيرهم, من طرق عن الحسن بن علي . وقال الزبير بن بكار: قتل هند مع علي يوم الجمل وكذا قال الدارقطني في كتاب الإخوة , وقال أبو عمر. كان فصيحا بليغا وصف النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلّم فأحسن وأتقن .” الإصابة “( 6/436 )
[5] سيرة ابن هشام
[6] عن نفيسة بنت منية ، قالت: “كانت خديجة بنت خويلد امرأة حازمة جلدة شريفة مع ما أراد الله بها من الكرامة والخير, وهي يومئذ أوسط نساء قريش نسبا, وأعظمهم شرفا, وأكثرهم مالا, وكل قومها كان حريصا على نكاحها لو قدر على ذلك, قد طلبوها وبذلوا لها الأموال, فأرسلتني دسيسا إلى محمد بعد أن رجع من عيرها من الشام ، فقلت: يا محمد ، ما يمنعك أن تزوج؟ قال: “ما بيدي ما أتزوج به” ، قلت: فإن كفيت ذلك ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاءة ألا تجيب؟ قال: “فمن هي“؟ قلت: خديجة ، قال: “فكيف لي بذلك“؟ قالت: قلت: علي, قال: فأنا أفعل, فذهبت فأخبرتها, فأرسلت إليه: أن ائت لساعة كذا وكذا, فأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها, فحضر, ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمومته, فزوجه أحدهم. فقال عمرو بن أسد: هذا الفحل لا يقدع أنفه. وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وعشرين سنة.”
[7] وذكر ابن إسحاق:” أن أباها خويلد بن أسد هو الذي أنكحها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال محمد بن عمر: الثبت عندنا المحفوظ من أهل العلم أن أباها خويلد بن أسد مات قبل الفجار ، وأن عمها عمرو بن أسلات ورأيت ذلك عن غير الواقدي. وقد قيل: إن أخاها عمرو بن خويلد هو الذي أنكحها منه.”
[8] ((المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم)) للزبير بن بكار (ص: 23-34) ((طبقات ابن سعد)) (صس) ت (س) / 198) ، ((البداية والنهاية)) (2 / 272-273) ، ((تاريخ الإسلام)) (1/41) ، ((الإصابة)) لابن حجر (4 / 273-276) ، ((فتح الباري) ) (7/134).
[9] رواه مسلم (2435).
[10] رواه مسلم (2435).
[11] صحيح البخاري كتاب بدأ الوحي
[12] رواه أحمد (6/117) (24908). قال شعيب الأرناؤوط محقق ((المسند)): حديث صحيح .
[13] صحيح البخاري 1/79 رقم: 3820
[14] رواه النسائي في ((السنن الكبرى)) (5/94) ، والضياء (2/266). وقال: له شاهد ، وحسنه الوادعي في ((الصحيح المسند)) (116).
[15] فتح الباري ، 7/135
[16] فتح الباري لابن حجر
[17] سيرة ابن إسحاق