التواضع – الخضوع للحق
صفات عباد الرحمن: التواضع الخضوع للحق
من الشيم و الأخلاق الفاضلة التي أمر الإسلام بها, نذكر التواضع لله و لخلقه و التواضع هو لين الجانب والبُعد عن الإغترار بالنفس، حيث قالوا : إنّ التواضع هو اللين مع الخلق والخضوع للحق وخفض الجناح.
و قال تعالى
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً {63} الفرقان.
وعباد الرحمن الذين يمشون بسكينة ووقار ومن غير استكبار, وبحلمهم إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما, أي قولا ليس فيه إثم.
وهذا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بكمال خلقه، قد كان المثل الأعلى للتواضع بأقواله وأفعاله، يجالس الفقراء والمساكين ويصغي إليهم، و يجلس في أصحابه كأحدهم. وعن تواضعه في بيته ومع زوجاته، قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخصف نعله, ويخيط ثوبه, ويعمل بيده كما يعمل أحدكم في بيته[1]. و كان يُكرم زوجاته أمهات المؤمنين, وينزلهن مكانتهن.
عن عياض بن حمار رضي الله عنه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الله تعالى أوحى إلي, أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد, ولا يفخر أحد على أحد[2].
عن نصيح العنسي,عن ركب المصري رضي الله عنهما, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طوبى لمن تواضع في غير منقصة, وذل في نفسه من غير مسألة, وأنفق مالا جمعه في غير معصية, ورحم أهل الذل والمسكنة, وخالط أهل الفقه والحكمة. طوبى لمن طاب كسبه, وصلحت سريرته, وكرمت علانيته , وعزل عن الناس شره. طوبى لمن عمل بعمله, وأنفق الفضل من ماله, وأمسك الفضل من قوله.[3].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما نقصت صدقة من مال, وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا, وما تواضع أحد لله إلا رفعه [4].
قال ابراهيم ابن شيبان : الشرف في التواضع, والعز في التقوى, والحرية في القناعة[5].
—————————————–
صحيح ابن حبان 6440[1]
سنن ابي داود 4895[2]
الترغيب والترهيب المنذري 4/34[3]
صحيح مسلم 2588[4]
الرسالة القشيرية عبد الكريم القشيري ص148[5]