عبد الله بن المبارك
ابن واضح الإمام شيخ الإسلام ، مولاهم التركي ثم المروزي الحافظ. فريد الزمان وشيخ الإسلام. كانت أمه خوارزمية ولد سنة 118هـ عالم زمانه ، وأمير الأتقياء في وقته . طلب العلم وهو ابن عشرين سنة .
لقد نشأ عبد الله يبن المبارك في بيت تقوى وورع فأبوه الذي كان يعمل في بستان لا يعرف حلو الفاكهة من حامضها وتزوج بامرأة ذات دين وخلق وهي ابنة صاحب البستان فكان أثر ذلك عبد الله ابن المبارك الذي كان يحج عاماً ويغزو عاماً الذي اشتهر بالزهد والورع والتقوى.
وكانت نشأته أيضاً بمرو هذا البلد الذي اشتهر عنه العلم، فتربى عبد الله ابن المبارك على يد أبويه التقوى والورع وأخذ العلم عن علماء بلدته كما أنه لم يكتف بذلك بل رحل في طلب العلم فكان له في ذلك شأن كبير.
يقول عبدة بن سليمان المروزي: كنا في سرية مع ابن المبارك في بلاد الروم. فصادفنا العدو ولما التقى الجمعان خرج رجل للمبارزة فبرز إليه رجل فقتله ثم آخر فقتله ثم آخر فقتله ثم دعا إلى البراز فخرج إليه رجل فطارده ساعة ثم طعنه فقتله فازدحم الناس فزاحمت فإذا هو ملثم وجهه فأخذت بطرف ثوبه فمدته فإذا هو عبد الله بن المبارك فقال: وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا.فأقدم شيخ لقيه : هو الربيع بن أنس الخراساني ، تحيل ودخل إليه إلى السجن ، فسمع منه نحوا من أربعين حديثا ، ثم ارتحل في سنة إحدى وأربعين ومائة ، وأخذ عن بقايا التابعين ، وأكثر من الترحال والتطواف إلى أن مات في طلب العلم ، وفي الغزو ، وفي التجارة ، والإنفاق على الإخوان في الله ، وتجهيزهم معه إلى الحج .
حكي عنه رحمه الله عليه أنه قال: خرجت للغزو مرة فلما تراءت الفئتان خرج من صف الترك فارس يدعو إلى البراز فخرجت إليه فإذا قد دخل وقت الصلاة قلت له: تنح عني حتى أصلي ثم أفرغ لك فتنحى فصليت ركعتين وذهبت إليه فقال لي: تنح عني حتى أصلي أنا أيضا فتنحيت عنه فجعل يصلي إلى الشمس فلما خر ساجدا هممت أن اغدر به فإذا قائلا يقول:”وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا” فتركت الغدر فلما فرغ من صلاته قال لي لما تحركت؟ قلت: أردت الغدر بك قال: فلم تركته؟ قلت لأني أمرت بتركه. قال الذي أمرك بترك الغدر أمرني بالإيمان وآمن والتحق بصف المسلمين. فقد دعته أخلاقه ألا يغدر بأعدائه فكانت بركة أخلاقه أن انضم عدوه إلى الإسلام بعد أن كان من المحاربين له.
قال أبو عمر بن عبد البر: أجمع العلماء على قبوله وجلالته وإمامته وعدله
سمع من : سليمان التيمي ، وعاصم الأحول ، والجريري ، و الأعمش ، و الثوري و شعبة, و الأوزاعي, و مالك و أبي حنيفة, و ابن جريح و الليث, ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وأجلح الكندي ، وحسين المعلم ، وحنظلة السدوسي ، وحيوة بن شريح المصري ، وخلق كثير . وصنف التصانيف النافعة الكثيرة…