كتم العلم
قال تعالى :
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ 159 البقرة
و هذا وعيد شديد لمن كتم ما أنزل الله على رسله, من العلم ، من بعد ما بينه الله تعالى لعباده في كتبه ، التي أنزلها على رسله , واختاروا الضلالة على الهدى, والعذاب على المغفرة, فكان جزاؤهم من جنس عملهم.
عن أنس ابن مالك رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سئل عن علم فكتمه, ألجم يوم القيامة بلجام من نار.[1]
عن علقمة بن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي, عن أبيه عن جده رضي الله عنهم, قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأثنى على طوائف من المسلمين خيرا,ثم قال : ما بال أقوام لا يفقهون جيرانهم, ولا يعلمونهم, ولا يعظونهم, ولا يأمرونهم و لا ينهونهم, وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم, ولا يتفقهون, ولا يتعظون. والله ليعلمن قوم جيرانهم, ولفقهونهم ويعظونهم ويأمرونهم وينهونهم وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفقهون ويتعظون أو لأعاجلنهم العقوبة, ثم نزل فقال : قوم من ترونه عنى-عن قصد- بهؤلاء ؟ قال, الأشعريين, فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ذكرت قوما بخير, وذكرتنا بشر, فما بالنا, فقال : ليعلمن قوم جيرانهم وليعظنهم وليأمرنهم ولينهينهم, وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتعظون ويتفقهون أو لأعاجلنهم العقوبة في الدنيا, فقالوا: يا رسول الله, أنفطن غيرنا؟ فأعاد قوله عليهم فأعادوا قولهم, أنفطن غيرنا, فقال : ذلك أيضا, فقالوا : أمهلنا سنة, فأمهلهم سنة ليفقهوهم ويعلموهم ويعظوهم, ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ {78}المائدة .[2]
—————————————–
صحيح ابن ماجة- الألباني 214 [1]
رواه الطبراني في الكبير. الترغيب و الترهيب المنذري 122/1[2]