مراحل الفتح الإسلامي لبلاد المغرب -يليه- التاريخ الإسلامي للمغرب الأقصى
تفيد المصادر الإسلامية بأن الفتح الإسلامي لبلاد المغرب قد استغرق مدة طويلة تكاد تقرب من السبعين عاما ، وهذا يرجع لعدة عوامل أهمها : صعوبة البلاد من الناحية الجغرافية و اشتداد حركة المقاومة البربرية تدخل بعض العناصر الأجنبية كالروم (البيزنطيين) في الحرب ضد المسلمين الفاتحين.
بدأ المسلمون في فتح بلاد المغرب منذ سنة 21هـ / 642 م في ولاية عمرو بن العاص على مصر وذلك لتأمين حدود مصر الغربية من خطر الروم (أو البيزنطيين) الذين كانوا يحكمون المغرب الأدنى (افريقية) إذ كان يخشى أن يحاولوا استعادة مصر من يد المسلمين من هذا الطريق الغربي. فأسرع بإرسال عقبة بن نافع الفهري على رأس حملة استطلاعية إلى إقليم برقة ويبدو أن عمرو وبن العاص اطمأن إلى تقرير عقبة عن منطقة برقة الذي وأوضح فيه سهولة فتحها بإرسال جيوشه إليه وسار عمرو بن العاص على رأس الجيش متجها نحو الغرب حتى وصل إلى برقة التي كانت تسكنها قبيلة لواته البربرية (من البربر البتر) والتي أسرعت إلى تقديم فروض الطاعة والولاء للجيش الإسلام وصالحهم عمرو على نظير جزية يؤدونها إليه وهي دينار عن كل بالغ ، وهكذا ضمن عمرو بن العاص بمعاهدته مع قبلية لواته أن يكسبهم إلى جانب المسلمين ونجح في إدخال بعضهم في الإسلام ، وبعد ذلك اتجه عمرو بن العاص إلى إقليم طرابلس وفتحه وفي نفس الوقت تمكن أحد قواده وهو بسر بن ارطأة من فتح ودان ، كما قام عقبة بفتح منطقة فزان سنة 23هـ /644م .