مناقب في العلم
– مناقب في العلم
العلم هو المعرفة و هو نقيض الجهل. و يجب على المرء أن يجتهد في طلب العلم الشرعي و هو -علم ما أنزل الله على رسوله من البيانات والهدى-, و العلم الدنيوي و هو -علم الصناعات, وما يتعلق بها (طب, زراعة, هندسة, كمبيوتر…), إذا أمكن له ذلك,مع العلم أن طلبهما معا مستحسن.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين [1]و طلب العلم فريضة على كل مسلم [2]
وقال تعالى :
شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {18} آل عمران.
لقد قرن الله عز وجل شهادة ملائكته بأولي العلم بشهادة – لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ -, وهذه خصوصية عظيمة خص بها العلماء.
والعلم يرفع الله به من يشاء من خلقه لقوله عز و جل : يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ11 المجادلة…
إطغط على العنوان لقراءة المزيد
قال تعالى :
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ 159 البقرة
و هذا وعيد شديد لمن كتم ما أنزل الله على رسله, من العلم ، من بعد ما بينه الله تعالى لعباده في كتبه ، التي أنزلها على رسله , واختاروا الضلالة على الهدى, والعذاب على المغفرة, فكان جزاؤهم من جنس عملهم.
عن أنس ابن مالك رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سئل عن علم فكتمه, ألجم يوم القيامة بلجام من نار.[1]…
إطغط على العنوان لقراءة المزيد
إن من أفضل العبادات، وأجل الطاعات التي حث عليها الشرع طلب العلم الشرعي، والمقصود بالعلم الشرعي، علم الكتاب والسنة، قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} [الزمر: 9].
روى البخاري ومسلم من حديث معاوية – رضي الله عنه -: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ»
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: «حاجة الناس إلى العلم الشرعي أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب».و قال سفيان الثوري: من أراد الدنيا والآخرة فعليه بطلب العلم….
إطغط على العنوان لقراءة المزيد
إن فضائل العلم أكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تُنكر، وكلُّ علمٍ نافع في الدنيا والآخرة فهو مطلوب شرعًا. اهتم الإسلام بقيمة العلم أيما اهتمام، ولقد بلغت عناية الله عز وجل بنا لرفع الجهل عنّا أن كان أول ما نزل من الوحي على نبينا أعظم كلمة هبط بها جبريل هي قوله تعالى:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}(العلق:1)
إن أول كلمة نزلت على قلب سيد البشر، هي كلمة: اقرأ
يكفينا فخرا أن أول كلمة نزلت على قلب سيد البشر، هي كلمة: اقرأ، وإن أول خمس آيات نزلت كلها تدور حول العلم والقراءة وأدواتها، قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق:1-5]، وفي هذا إشارة إلى أهمية العمل والتعليم في الإسلام.
وقالها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وانطلقت بعد ذلك لتصبح شعارا للمسلمين ليكونوا حملة المشعل، مشعل العلم الهادي
ولم يقتصر اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالحث على تعليم الإسلام, وتعلم أحكامه, وإنما أولى اهتمامه كذلك بتعليم الصحابة العلوم النافعة، فحرص على تعليمهم القراءة والكتابة, وتعليمهم الحرف والصناعات، وكذلك تكليفه صلى الله عليه وسلم بوظيفة تعليم الكتابة عددا من الصحابة الذين كانوا يحسنونها، كعبد الله بن سعيد بن العاص، فقد كلفه صلى الله عليه وسلم بتعليمها الناس في المدينة أول قدومه صلى الله عليه وسلم إليها, وتولى عبادة بن الصامت تعليم جماعة من أهل الصفة الكتابة والقرآن، فعنه رضي الله عنه قال: «علمت ناسا من أهل الصفة الكتابة والقرآن».
وقد كان الرّسول -صلى الله عليه وسلم- أوّلَ من سعَى لمحو الأمّيّة حين جعَل فداء كل أسير من أسرى بدر ممن يحسنون فن القراءة والكتابة أن يعلِّم كلٌّ منهم عشرةً من المسلمين من أبناء الصحابة, القراءةَ والكتابة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان ناس من الأسرى يوم بدر لم يكن لهم فداء، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة».
ولم يقتصر اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالحث على تعليم اللغة العربية فحسب؛ بل أمر بتعلم اللغات الأخرى؛ وثبت أنه أمر زيد بن ثابت بتعلم اللغة السريانية ليتولى أعمال الترجمة والرد على الرسائل، وروي أنه تعلم بأمر منه صلى الله عليه وسلم العبرية والفارسية والرومية وغيرها، فعنه رضي الله عنه قال: «أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم لـه كلمات من كتاب يهود، قال: إني والله ما آمن يهود على كتابي, قال فما مر بي نصف شهر حتى تعلمته لـه, فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم, وإذا كتبوا إليه قرأت لــه كتابهم» (رواه أحمد وأبو داود والحاكم وغيرهم وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح)، فأصبح الفَتَى زيدُ بنُ ثابتٍ تَرْجُمانَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، وأصبحت اللغة سلاحا له يدافع به عن الإسلام والمسلمين، وكما قيل:( من تعلم لغة قوم أمن مكرهم)
ولم تقتصر عنايته صلى الله عليه وسلم بتعليم هذه الفنون والعلوم للرجال فحسب, إنما اعتنى أيضا بتعليم النساء العلم والكتابة, فعن الشفاء بنت عبد الله قالت: «دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة، فقال لي: ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة» (أبوداود).... ( بقلم الشيخ سعد الشهاوي)
إضغط على العنوان أعلاه, لقراءة المزيد