اليمين الغموس
اليمين الغموس من كبائر الذنوب, وهي أن يحلف بالله كاذبًا عن قصد, على أمر ما ، كأن يحلف على سلعة أنها سليمة من العيوب وهي غير سليمة...وما شابه ذلك ، وسميت غموسًا, لأنها تغمس صاحبها في الإثم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة. [1]
قال تعالى
إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {77}آل عمران.
و يقول السعدي في تفسيره لهذه الآية :يدخل في ذلك كل من أخذ شيئا من الدنيا في مقابلة ما تركه من حق الله أو حق عباده، وكذلك من حلف على يمين يقتطع بها مال معصوم فهو داخل في هذه الآية. فهؤلاء لا نصيب لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله يوم القيامة غضبا عليهم وسخطا، لتقديمهم هوى أنفسهم على رضا ربهم ولا يطهرهم من ذنوبهم، ولهم عذاب أليم.
عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حلف على يمين وهو فيها فاجر, ليتقطع بها مال امرئ مسلم, لقي الله تعالى وهو عليه غضبان… .[2]
ولقد نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم, الحلف بغير الله, فعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما, قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر ابن الخطاب, يسير في ركب, يحلف بأبيه, فقال : ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم, من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت .[3]
وعن سعد بن عبيدة رضي الله عنه قال : سمع ابن عمر رجلا يقول و الكعبة, فقال : لا تحلف بغير الله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من حلف بغير الله فقد كفر وأشرك.[4]
—————————————
صحيح البخاري – رواه ابو هريرة 2087[1]
صحيح البخاري 2416[2]
صحيح البخاري 6646[3]
مسند الامام أحمد 222/8[4]