كتاب المدخل الى دراسة علوم الحديث – تأليف سيد عبد الماجد الغوري
لقد من الله تبارك و تعالى على هذه الأمة و خصها بين الأمم برسالة خالدة الى اليوم و خص رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بأن أنزل عليه القرآن الكريم فتكفل سبحانه بحفظه في الصدور و السطور و أوكل بيانه الى رسوله بقوله ((و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما أنزل إليهم لعلهم يتذكرون)). فكانت أفعال رسول الله صلى الله عليه و سلم, و أقواله و تقاريره بيان للقرآن الكريم و لما ورد فيه من الأحكام. و صار ذلك سنة عن رسول الله صلى الله عيه و سلم, إما مقررة و مؤكدة لما جاء في القرآن, أو مفصلة و مفسرة لما أطلق, و مخصصة لما عم, أو مثبتة لما سكت عنه القرآن. و يعتبر الحديث النبوي الشريف, المصدر الثاني في التشريع بعد كتاب الله.
لهذا أقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم على تلقي سننه و أحاديثه فوعوها و حفظوها و لم يفتهم شيء منها. ثم تناقلها بعدهم أتباعهم و أتباع أتباعهم من المحدثين الأوتاد و الحفاظ و النقاد, الذين أمدهم الله تعالى ببسطة العلم, و أنعم عليهم بسيلان الذهن و سعة الاطلاع, و الصبر على التحصيل, و استمرار الدأب فيه و تحمل الشدائد و العقبات في تلقي السنة و ضبطها و تدوينها و جمعها, فوضعوا -رضي الله عنهم- قواعد دقيقة و ضوابط متينة لسلامة رواية السنة, بحسب حال الراوي, السند أو المتن, حماية لها من التحريف أو سوء التأويل. و من هنا نشأت علوم الحديث… أضغط على العنوان, لتصفح كتاب المخل الى دراسة علوم الحديث لمؤلفه سيد عبد الماجد الغوري…