البحر الرائق في الزهد والرقائق

البحر الرائق في الزهد والرقائق

البحر الرائق في الزهد والرقائق - الشيخ د.أحمد فريد -ترجمته :ولد الشيخ د.أحمد فريد 1952 بمدينة المنيا. كان أبوه موظفاً في دائرة الإصلاح الزراعي فنشأ أحمد فريد في أسرة بسيطة، توفيت والدته بالسرطان وهو يافع فعاش مع والده وانتقل إلى محافظة الدهلقية وأتم بها دراسته حتى الثانوية العامة ثم التحق بكلية طب المنصورة وأمضى بها السنة التمهيدية (إعدادي طب) ثم انتقل إلى الأسكندرية وحصل على بكلوريوس طب الأسكندرية ألتحق بكلية الضباط الاحتياط وتم سجنه لرفضه حلق لحيته. تعرف أثناء دراسته إلى إبراهيم الزعفراني الذي أصبح في ما بعد أحد قيادي الاخوان المسلمين، وكونا معا الجامعة الإسلامية التي كانت امتداداً لحزب الإخوان المسلمين داخل جامعة الاسكندرية.ثم بدأت جماعة الإخوان المسلمين في العودة لنشاطها وطلبوا منه الانضمام بالجماعة الإسلامية إليها لكنه رفض كما ظهرت جماعة التكفير فتبرأ منها ومن فكرها فوراً .من شيوخه نذكر الشيوخ بن عثيمين, ابن باز, الألباني, محمد الصباغ أبو بكر الجزائري وغيرهم و من مصنفاته العديدة نذكر تذكرة الأبرار بالجنة - النار رسالة دعوية طبعت مرات عديدة - كتاب تزكية النفوس -وكان مطبوعاً باسم "دقائق الأخبار ورقائق الأسرار - البحر الرائق في الزهد والرقائق وهو أشهر كتبه وترجم لأكثر من لغة أجنبية

About the Book

– البحر الرائق في الزهد والرقائق – الشيخ د.أحمد فريد

رابط المجلد للتصفح أو التحميل…البحر الرائق في الزهد والرقائق – أحمد فريد 

ومن أسباب حياة القلب الاستغفار وهو طلب المغفرة

  وكثر ذكر الاستغفار في القرآن فتارة يؤمر به كقول الله تعالى:﴿ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾[البقرة: 199] استغفر الله . 
وتارة يُمدح أهله كقوله تعالى:﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾[آل عمران: 17] ، وتارة أخرى يذكر الله سبحانه أنه يغفر لمن استغفره كقوله تعالى:﴿ وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾[النساء: 110]. استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه . 
فالاستغفار: عبارة عن طلب المغفرة باللسان ، والتوبة عبارة عن الإقلاع عن الذنوب بالقلب والجوارح ، وقوله: طلب المغفرة باللسان ليس مقصودًا طلب المغفرة طلب سطحي ، وإنما هو يريد تفصيل ، إنما الاستغفار هو طلب المغفرة باللسان مترجمًا عن حال القلب بطلب المغفرة ، والإقلاع عن الذنوب فقولك: استغفر الله تحمل كل معاني التوبة أنا اعترفت بالذنب ، وندمت على الذنب ، وأطلب المغفرة ، وأعزم على عدم العودة ،

هذا قول استغفر الله ، استغفر الله ، استغفر الله ، استغفر الله ، عندما تقول: استغفر الله أي أنت مقر بالذنب معترف نادم عليه ، عازم على عدم العودة ، وتطلب المغفرة إلى الله سبحانه  مفتقر إلى المغفرة تخشى الله سبحانه  ، فإذا خرج من قلبٍ منكسر وصادف ساعة إجابة فهو مقبول بإذن الله تعالى وأفضل الاستغفار أن تبدأ بالثناء على الله ، ثم تعترف بذنبك ، ثم تسأل ربك المغفرة ، وهذا مجتمع في سيد الاستغفار وهو فعلًَا سيد الاستغفار: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوئ لك بنعمتك علي ، وأبوئ بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . 
أبوء لك بنعمتك علي: اعترف ، وأبوء بذنبي: اعترف وأقر ،

وفي حديث عبد الله بن عمرو أنا أبا بكر قال: يا رسول الله علمني دعاءًا أدعو به في صلاتي ، قال:« قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا » فهو اعتراف وإقرار بكثرة الذنوب ، وظلم العبد لنفسه اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ، أبو بكر رضي الله عنه  عندما يكون ظلم نفسه ظلمًا كثيرًا فماذا يكون حالنا ؟ فهذا أمر الحقيقة هو واحد بالضبط أي يقوله أبو بكر وتقوله أنت وأقوله أنا ، لأنه أمر يناسب العلم بالله ، فعلم أبي بكر بالله يجعل ذنوب أبا بكر ظلمًا كثيرًا بالنسبة للعلم ، وكذلك أنت وعلمك بالله وذنوبك ، فكل عبد يقول هذا الدعاء فعلًا يتحقق فيه المعنى .

فالإنسان يعلم أن هذا معنى حقيقي واقعي اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ، والله لولا لطف الله سبحانه  بالعبد وهذا اللطف هو ستر الذنوب أنت لا تعلم ذنوبك كلها والله لولا ذلك العبد كان ممكن يقنط أو ييأس لأنه سيشعر أنت عندما تغسل شيء يكون لديك أنها تنظف هذا الذي يحملك على أنك تغسلها ، لو في شيء وقع في زفت وبعد ذلك أنت حملتها حدث لديك يأس من أنها تنظف تقوم فتلقيها ، فلو كشف الحال ممكن نحن نيأس لأننا سنشعر بأن فيه ذنوب كثيرة فربنا لطيف ، ما الذي يريه لك ؟ قدر من الذنوب يحملك على الرجاء والله يغفر الذنوب جميعًا لكن حتى يحملك على الرجاء حتى ترجو إن هذا ممكن تتحسن أي ممكن تتوب وممكن تندم ممكن تتصلح ،

وبعد ذلك تصلح الخطوة هذه ، فعندما ترتفع درجة يتبين لك ذنوب جديدة أخرى غير الأولى التي أنت كنت تتوب منها وأخطر من التي تبت منها ، لكن لم تكن تعلمها الأول لأن علمك كان ضعيف فمتناسبة معك ، فأنت تأخذ الجرعة الخطيرة فيكون لديك رجاء فتتحسن ، فيظهر لك درجة أخرى من الذنوب حتى يصل بك الحال كما قال سفيان الثوري يمسك قشة يقول: الذنوب أهون علي من هذه أنا أخشى من سوء الخاتمة يعلم انه هكذا بيد اللهI قلبه بيده الله يقلبه كيف يشاء ، فالعبد أي عبد في أي منزلة يقول هذا الدعاء من كل قلبه: (اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ). 
ومن أفضل الاستغفار أن يقول العبد: (أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ،)أو كما في رواية: (استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) ، وصفة العظيم أو اسم العظيم موجودة في بعض الروايات الصحيحة عن النبي  صلى الله عليه وسلم :« أن من قاله غفر له وإن كان فر من الزحف » ، وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: إن كنا لنعد لرسول الله في المجلس الواحد مائة مرة ، يقول: (رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور) . 
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال:« والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة » رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم إنك أنت التواب الغفور . 
وعن النبي صلى الله عليه وسلم  قال:« إنه ليغان على قلبي ، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة »

هنا معنى لطيف وسر من الأسرار الجميلة وهو أنك تشعر بأن في فتور وفي هم وقلبك ليس منضبطا ، ما السبب ؟ لا تعلم والسبب أنت لا تعمله بالتعيين لكن هو على العموم الذنوب ، أنت ممكن ترى امرأة تقع عينك عليها وتستغفر الله ويظل للنظرة هذه أثر ، أنت ممكن تغتاب إنسان وتندم ويظل لهذه الغيبة أثر ، أنت ممكن تعمل أشياء كثيرة وأنت لا تشعر بها ويظل لها أثر ، فمجموع هذه الآثار يظهر عليك هم غم ، فتور ، حالة حزن ، فما العلاج ؟ تستغفر الله هذا هو العلاج هذا هو السر الرسول صلى الله عليه وسلم  يقول:« إنه ليغان على قلبي » ،

هذه مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم  يحدث فيه تغيير في الحال التغيير هذا سماه النبي صلى الله عليه وسلم  « يغان على قلبي » طبعًا غير يران الران هذا نعوذ بالله فهذا التحول الطفيف الذي يشعر به بالنبي صلى الله عليه وسلم  ، كيف يعالجه ؟ بالاستغفار، فالنبي يعلمنا أنت عندما تجد تحولات في قلبك وتغيرات ، ماذا تفعل ؟ تستغفر الله ، تجلس تقول استغفر الله ، أي تشعر إن هذا سببه الذنوب نحن مساكين فتجلس تقول: استغفر الله ، استغفر الله ، استغفر الله ، لحين ما الهم هذا يزول وينكشف الكرب هذا عن قلبك 

وفي الحديث حديث أنس أهم الأسباب التي يغفر الله سبحانه بها الذنوب فقال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى:« يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن آدم لو أتيتني بتراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بترابها مغفرة »، أي يا ابن آدم ، ماذا تريد من ربنا بعد ذلك ؟ أي يا ابن أدم ، هذا حديث وهذا الحديث صحيح رواه الترمذي ، وفي السلسلة الصحيحة ، وحسنه الألباني ، وحديث صحيح إن شاء الله . 
يا ابن آدم كل الحديث يبشرك بالمغفرة ، ويفتح لك أبواب الرحمة ، ويدعوك إلى الله عز وجل

Share via
Copy link