صحيح ابن خزيمة

صحيح ابن خزيمة
Tag: books

صحيح ابن خزيمة - ترجمة ابن خزيمة :
أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي الفقيه النيسابوري الملقب بإمام الأئمة لتقدمه في الرد على أهل البدع وفي الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التناقض. ولد - رحمه الله تعالى - في صفر سنة 223 ه ببلدة نيسابور. عني في حداثته بالحديث والفقه، حتى صار يضرب به المثل في سعة العلم والاتقان.وسمع من إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد، ولم يحدث عنهما، لكونه كتب عنهما في صغره وقبل فهمه وتبصره,وصنف وجود واشتهر اسمه وانتهت إليه الإمامة والحفظ في عصره بخراسان. رحل إلى العراق والشام والجزيرة ومصر. قال الدارقطني: كان ابن خزيمة إماماً ثبتاً معدوم النظير، وكان رحمه الله - متجرداً للحق حتى وإن كان ينسب للمذهب الشافعي، ولكن لم يكن بالمتمذهب فيما يبدو للأذهان، أو فيما صار عليه المتأخرون الذين يتعصبون للمذهب، بل كان يقول: ليس لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قول إذا صح الخبر؛ فهذا دليل على تجرده - رحمه الله - للحق وعلى تعظيمه للسنة. يقول أبوبشير القطان: رأى جار لابن خزيمة من أهل العلم كأن لوحاً عليه صورة نبينا صلى الله عليه وسلم، وابن خزيمة يصقله, فقال المعبر حينما ذكرت له هذه الرؤيا: هذا رجل يحيى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. حدث عن خلق كثيرين من الشيوخ منهم البخاري ومسلم . وسمع من محمود بن غيلان، وعتبة بن عبد الله المروزي، ومحمد بن أبان البلخي و غيرهم.حدث عنه: البخاري، ومسلم في غير ( الصحيحين )، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم أحد شيوخه، وأحمد بن المبارك المستملي، وإبراهيم بن أبي طالب، وأبو حامد بن الشرقي وإسحاق بن سعد النسوي، وخلق كثير. خلف رحمه الله آثاراً علمية كثيرة، يقول عنها تلميذه الحاكم أبو عبد الله: مصنفاته تزيد على المائة وأربعين كتاباً ... بقي منها سوى ثلاثة كتب، وهي:أولاً: كتاب التوحيد، وقد طبع عدة مرات.ثانياً: كتاب شأن الدعاء وتفسير الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" وهو لا يزال مخطوطاً حتى الآن , وهو من محفوظات المكتبة الظاهرية بدمشق.ثالثاً: كتاب الصحيح مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم.توفي ابن خزيمة - رحمه الله – سنة311 ه.وصلى عليه أبو النصر

About the Book

صحيح ابن خزيمة :

-رابط المجلد للإطلاع أو  للتحميل: الجزء الأول و الثاني في مجلد واحد

         –  المجلد    

– دراسة المسند:

اشتهر الكتاب باسم “صحيح ابن خزيمة” بين العلماء مع أن اسمه الحقيقي ليس كذلك، وهذا أمر طبيعي، فشأنه كشأن كثير من الكتب الحديثية التي عناوينها تتسم بالطول ولكنها تختصر مثلما اختصر كتاب ابن خزيمة، فسمى بصحيح ابن خزيمة، فإننا نجد مثلاً أن اسم “صحيح البخاري”: “الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه”.
وكذلك “صحيح ابن حبان” اسمه: “المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع”.
وكذلك “صحيح ابن خزيمة” اسم كتابه الحقيقي هو: “مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم”.
والذي يتضح من هذا العنوان أن هذا الكتاب مختصر من كتاب آخر وهذا هو الواقع، فإن ابن خزيمة – رحمه الله – اختصر هذا الصحيح من كتاب اسمه المسند الكبير.
وقد أشار ابن خزيمة إلى ذلك الأختصار عدة مرات في ثنايا كتابه هذا وفي غيره .

– نسبة هذا الكتاب ألى ابن خزيمة , ووجوده : 

اشتهرت نسبة هذا الكتاب إلى ابن خزيمة ولم يشكك أحد في ذلك , ومما يدل على ذلك كلام العلماء رحمهم الله .
وهذا الصحيح فقد أكثره ولم يوجد منه إلا الربع ومما يدل على ذلك :
1- قول الدمياطي – رحمه الله – المتوفى في سنة سبعمائة وخمس للهجرة: “إن كتاب صحيح ابن خزيمة لم يقع له منه إلا ربعه الأول فقط”.
2- قول الحافظ ابن حجر – رحمه الله – لما ذكر الكتب التي اشتمل عليها كتابه “إتحاف المهرة بأطراف العشرة” ذكر من ضمنها صحيح ابن خزيمة، لكن إذا أخذنا نعد هذه الكتب نجدها أحد عشر كتاباً، فبين السبب تلميذه ابن فهد المكي فقال:
“إنما زاد العدد واحداً، لأن صحيح ابن خزيمة لم يوجد منه سوى قدر ربعه فقط، بمعنى أنه لم يحتسب هذا الكتاب لنقصه في العدد، وإنما اعتبر العشرة التي وجدها كاملة.

– مكانة صحيح ابن خزيمة، ومنزلته عند العلماء:

بالنسبة لمكانة كتابه الصحيح، ومنزلته عند العلماء، فتقدم قبل قليل ذكر بعض العلماء لهذا الكتاب، وثناؤهم عليه، واعتباره من الكتب التي يؤخذ منها الصحيح الزائد على ما في الصحيحين، بل قدموه على سائر الكتب التي ألفت في الصحيح المجرد – سوى الصحيحين-، ومن هؤلاء: ابن الصلاح، والعراقي، والسيوطي، وأحمد شاكر – رحمهم الله تعالى -.
وقد ذكر الخطيب البغدادي – رحمه الله – في كتابه “الجامع لأخلاق الراوي وأداب السامع” ذكر في معرض النصيحة لطلبة العلم، ذكر أحق الكتب بالتقديم بالسماع – يعني ما ينبغي لطالب العلم أن يقدمه حينما يريد أن يسمع الحديث-، فقال: “أحقها بالتقديم كتاب الجامع والمسند الصحيحين، لمحمد بن إسماعيل، ومسلم بن الحجاج النيسابوري”. ثم أخذ يذكر بعض الكتب الأخرى، ثم قال: “وكتاب محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري، الذي اشترط فيه على نفسه إخراج ما اتصل سنده بنقل العدل عن العدل إلى النبي صلى الله عليه وسلم”.
وذكر السيوطي في مقدمة كتابه “جمع الجوامع” ذكر الكتب التي إذا عزى الحديث إليها، فمجرد عزوه إلى أحد هذا الكتب معلم بالصحة – أي لا يحتاج الأمر إلى التنصيص على هذا الحديث صحيح – هذا عند السيوطي -، يقول: مجرد ما أعزو الحديث لهذه الكتب؛ فإن الحديث صحيح.
من جملة ما قال في مقدمة كتابه “جمع الجوامع” – وهو لايزال مخطوطاً – قال: “وكذا ما في موطأ مالك وصحيح ابن خزيمة وأبي عوانة، فالعزو إليها معلم بالصحة”.
ويقول ابن كثير – رحمه الله تعالى -: “قد التزم ابن خزيمة وابن حبان الصحة وهما خير من المستدرك بكثير، وأنظف أسانيد ومتوناً”. .
ويدل على مكانة هذا الكتاب مكانة مؤلفه عند العلماء، وشدة تحريه في الأسانيد، فإنه كما يقول السيوطي: “يتوقف في التصحيح لأدنى كلام في الإسناد”، ويقول ابن خزيمة: “إن صح الخبر، أو إن ثبت، ونحو ذلك”.

عن  كتاب مناهج المحدثين / عن موقع ملتقى النخب

 

Share via
Copy link