مدارج السالكين : الإمام شمس الدين بن قيم الجوزية- ترجمته:أبو عبدالله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زيد الدين الزُّرعي ثم الدمشقي الحنبلي الشهير بابن قيم الجوزية .واشتهرـ رحمه الله ـ بإبن قيم الجوزيةفوالده أبو بكر بن أيوب ، عالم جليل ورجل تقي صالح ، كان قيما على المدرسة الجوزية بدمشق ولذا اشتهر بلقب (قيم الجوزية) ، كما اشتهر بها أبناؤه وذريته من بعده فيقال للواحد منهم ولا سيما إمامنا شمس الدين محمد بن أبي بكر (ابن قيم الجوزية) .وأخوه زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي بكر إمام عالم ، تتلمذ على يديه كثير من العلماء منهم الحافظ ابن رجب الحنبلي .ولزين الدين عبد الرحمن هذا ابن فاضل هو أبو الفداء عماد الدين إسماعيل ، اقتنى أكثر مكتبة عمه شمس الدين ابن القيم بعد وفاته .وقد امتد هذا التوجه العلمي في أبناء الإمام شمس الدين بن القيم ، فابنه شرف الدين عبد الله ، كان مفرط الذكاء ومن العلم والصلاح بمكان ، تتلمذ على والده وتولى التدريس في مكانه بعد وفاته . وابنه برهان الدين إبراهيم علامة نحوي فقيه متقن ، أخذ العلم عن أبيه وغيره ، وأفتى ودرس وألف وناظر .توجه ابن القيم لطلب العلم وتحصيله منذ صغره ، فقد بدأ السماع من شيوخه وهو في السابعة من عمره ثم لم يزل يثابر في طلب العلم ويترقى في درجاته حتى حاز علما جما وبلغ فيه منزلة رفيعة ، حيث درس علوم الشريعة وعلوم الآلة على كبار العلماء المتبحرين في العلم ، أمثال : شمس الدين محمد بن أبي الفتح البعلبكي ، وصفي الدين محمد بن عبد الرحيم الأربوي ، وتقي الدين سليمان بن قدامة المقدسي ، وتقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية ، ومجد الدين إسماعيل بن محمد الفراء الحراني ، وزين الدين أيوب بن نعمة النابلسي الدمشقي .أوذي رحمه الله وسجن لصدعه بالحق وإنكاره بعض ما كان شائعا في عصره من مخالفات ، وتوفي ليلة الخميس في الثالث عشر من رجب سنه 751هـ ، وقت أذان العشاء ، وصلي عليه من الغد بعد صلاة الظهر بالجامع الأموي ثم بجامع الجراح ، وقد كانت جنازته حافلة شهدها القضاة والأعيان والصالحون ، وتزاحم الناس على حمل نعشه ، ودفن بمقبرة الباب الصغير بدمشق عند والدته رحمهما الله تعالى
مدارج السالكين
About the Book