السنن الكبرى للبيهقي

السنن الكبرى للبيهقي
Tag: books

سنن البيهقي -ترجمة الإمام البيهقي: هو الإمام الحافظ العلامة شيخ خراسان أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي البيهقي صاحب التصانيف. كان واحد زمانه، وفرد أقرانه، وحافظ أوانه، ومن كبار أصحاب أبي عبد الله الحاكم.أخذ مذهب الشافعي عن أبي الفتح ناصر بن محمد العمري المروزي، وغيره.وبرع في المذهب. وكان مولده في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. شيوخه:أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي, وأبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، أبو عبد الله الحافظ الحاكم، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو بكر بن فورك، وأبو علي الروذباري، وأبو بكر الحيري، إسحاق بن محمد بن يوسف السّوسي، وعلي ابن محمد بن علي السقاء، وأبو زكريا المزكي، وخلق من أصحاب الأصم، وأبو الحسين بن بشران، وعبد الله بن يحيى السكري، وأبو الحسين القطان،, وأبو عبد الله بن نظيف، الحسن بن أحمد بن فراس.تلاميذه: حفيده أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أبي بكر، وأبو عبد الله الفراوي، وزاهر بن طاهر الشحامي، وعبد الجبار بن محمد الحواري، وأخوه عبد الحميد بن محمد، وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، وعبد الجبار بن عبد الوهاب الدهان، وآخرون.مصنفاته:قيل: إن تصانيفه بلغت ألف جزء، سمعها الحافظان ابن عساكر، وابن السمعاني من أصحابه.وأقام مدة ببيهق يصنف كتبه.وهو أول من جمع نصوص الشافعي، وأحتج لها بالكتاب والسنة.وقد صنف مناقب الشافعي في مجلد، ومناقب أحمد في مجلد، وكتاب المدخل إلى السنن الكبير، وكتاب البعث والنشور في مجلد، وكتاب الزهد الكبير في مجلد وسط، وكتاب الاعتقاد في مجلد، وكتاب الدعوات الكبير، وكتاب الدعوات الصغير، وكتاب الترغيب والترهيب، وكتاب الآداب، كتاب الإسراء، وله خلافيات لم يصنف مثلها، وهي مجلدان، وكتاب الأربعين.حضر في أواخر عمره من بيهق إلى نيسابور وحدث بكتبه ثم حضره الأجل في عاشر جمادي الأولى من سنة 458 ه فدفن ببيهق ناحية من نيسابور

About the Book

السنن الكبرى للبيهقي :

– رابط المجلدات للإطلاع أو  للتحميل:

تقديم  المجلد 1  المجلد 2  المجلد 3  المجلد 4  المجلد 5 المجلد 6 المجلد 7  المجلد 8  المجلد 9 المجلد10  المجلد 11  الصفحة الأمامية للمؤلف  

– دراسة المسند:

 تتجلى إمامة المؤلف ـ رحمه الله ـ في هذا الكتاب بصورة واضحة فهو بحق يعد أفضل مصنفاته بل قد لا يعد من المبالغة أن نقول أنه أفضل كتاب في بابته.

وشهد له السبكي بقوله:” ما صنف في علم الحديث مثله تهذيباً وترتيباً وجودة” فأقر قول شيخه الذهبي ” ليس لأحد مثله “, وذكره السخاوي ضمن كتب السنن وقال:” فلا تعد عنه لاستيعابه لأكثر أحاديث الأحكام، بل لا تعلم – كما قال ابن الصلاح- في بابه مثله ولذا كان حقه التقديم على سائر كتب السنن ولكن قدمت تلك لتقديم مصنفيها في الوفاة ومزيد جلالتهم”.

وقد جمع في مؤلفه السنن من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته وموقوفات الصحابة وما أرسله التابعون فكان موسوعة كبرى في الحديث وقد رتبه على أبواب الفقه.

ويعد هذا الكتاب السنن الكبرى هو أوسع كتب أحاديث الأحكام قاطبة.

ولا تكفي هذه العجالة لاستيعاب جميع ميزات هذا الكتاب من كافة زواياه؛ لأنه من أجمع الكتب التي تناولت نصوص الأحكام بكافة صورها المرفوعة وغير المرفوعة، ولكن يمكن التنبيه على النقاط التالية في منهج البيهقي في عرض سننه:

1- أنه كتاب مسند:

يقول البيهقي في شعب الإيمان: ” وأنا – على رسم أهل الحديث – أحبُّ إيراد ما أحتاج إليه من المسانيد والحكايات بأسانيدها ، والاقتصار على ما لا يغلب على القلب كونه كذباً “.

وله منهج واسع في استعمال الأسانيد في كتابه؛ فإنه قد يجمع الأسانيد المتعددة في إسناد واحد, أو يختار طريقاً منها, أو يستعمل نظام التحويل (ح) من إسناد إلى إسناد آخر لاتفاق المخرج.

2- أنه رتَّب كتابه على الأبواب الفقهية:

نظّم البيهقي كتابه على أساس موضوعات المتون حسب الأبواب الفقهية, وجعله في ثلاث وحدات تنظيمية تكبر إحداها الأخرى, فإنه قسّم السنن الكبرى إلى كتب كلية مثل: كتاب الطهارة, كتاب الصلاة..

ثم قسم الكتب إلى وحدات أصغر وهي الأبواب, فيقول مثلاً: “جماع أبواب الحديث” و “جماع أبواب ما يوجب الغسل” الخ..

ثم يورد تحت كل فصل من هذه الفصول عدداً كبيراً من الأبواب, وهذه الأبواب الصغيرة بدورها تشتمل على جملة من الأحاديث تكثر وتقلّ حسب طبيعة موضوعها.

وقد جعل الإمام البيهقي تراجم هذه الأبواب مأخوذة من الأحاديث ولو من أدنى مناسبة لها, كما هو صنيع الإمام البخاري في جامعه الصحيح, كما تحرّى المناسبة بين الكتب والأبواب حتى صار كتابه كهيئة السلسلة المتصلة الحلقات. يورد تحت كل باب ما يناسبه من نصوص.

3- اعتناؤه بالمتون:

يذكر النص بسنده ، فإن كان له عنده أكثر من سند ذكرها كلها في موضع واحد.

4- وطلب لعدم الإطالة يذكر المتن في الموضع الأول ثم يقول في باقي الأسانيد بمثله ، بنحوه ، بمعناه .

5- يبين وجوه الخلاف في الرواية.

6- يحكم المصنف على رواة النصوص في أحيان كثيرة.

7- يبين علل الأحاديث التي يرويها، وما يصح منها، وما لا يصح.

8- يبين وجوه الاستدلال المختلفة فيما يتعرض له من أحاديث.

9- يخرج نصوص الكتاب، ويعزوها إلى من خرجها من الأئمة أصحاب الكتب الستة ، ويذكر من سند هذا المخرج القدر الذي يلتقي به مع سند الحديث عنده.

10- يبين خلاف الألفاظ في بعض الروايات.

11- يبين غريب الألفاظ، فيما يتعرض له من نصوص في بعض الأحيان.

12- كما يقوم ببيان وجوه التعارض الظاهري بين النصوص، وكيفية الجمع والترجيح.

13- وليس هذا فحسب ، بل المؤلف كعادته يضعِّف ويصحِّح ، ويقارن ويرجِّح ، ويعدِّل ويجرح ، ويقدح ويمدح ، بملكته التي أوفت به على تملك زمام الإمامة في هذا العلم الشريف.

14- هذا فضلًا عن انتقائه – رحمه الله – للنصوص الثابتة.

15- ومن منهجه أن إذا قال في السنن: (وفي الصحيح) يعني أن أصل الحديث في الصحيح لا أنه بتمامه في الصحيح.

16- وعن منهجه في انتقاء الأحاديث يقول شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-:

” والبيهقي…من أقلِّهم استدلالاً بالموضوع؛ لكن يروي في الجهة التي ينصرها من المراسيل والآثار ما يصلح للاعتضاد، ولا يصلح للاعتماد، ويترك في الجهة التي يضعفها ما هو أقوى من ذلك الإسناد “.

17- وهو ينزل إلى المراسيل والموقوفات وغيرها, إذا تعذّر وجود الأحاديث المرفوعة المقبولة في الاحتجاج.

18- كما أن من منهجه: التنبيه على دقائق الطرق والشواهد.

19- والتنبيه على غرائب الأحاديث وأفرادها.

وسائل الترجيح في السنن الكبرى للبيهقي:

سلك الإمام البيهقي وسائل عدّة للترجيح في سننه الكبرى, أذكر منها على سبيل السّرد والاختصار:

آ- وسائل الترجيح في الإسناد:

1- استقراء أحوال الراوي.

2- الحفظ والتثبت.

3- الفقه والعلم.

4- تقدم الصحبة وطول الملازمة.

ب- اعتبار كيفية الرواية:

1- قوّة التلقي.

2- مشاهدة الراوي.

جـ- اعتبار مكان الرواية:

1- تقديم الإسناد الحجازي على الإسناد العراقي والشامي.

هـ – اعتبارات خاصة:

شهرة الإسناد بحالة معيَّنة.

كثرة الرواة.

وسائل الترجيح العامة:

اعتماد الوثائق والخطوط في الترجيح.

تحكيم المراجع الأصلية في الترجيح.

استعمال التاريخ في الترجيح.

استعمال المتابعات والشواهد في الترجيح.

– نقد المتن في سنن البيهقي:

يسلك الإمام البيهقي في نقد المتن عدّة طرق, منها:

التحديث بما لا يجوز مثله:

آ- استعمال التاريخ في نقد المتن.

ب- استعمال العقل في نقد المتن.

مخالفة المتن لما هو أثبت وأكثر ولالات بالصدق منه.

نقد المتن من حيث الشكل.

– الترجيح في المتن:

آ- اعتبارات راجعة إلى شكل المتن وأسلوبه:

1- حسن السِّياق.

2- الترتيب.

3- السّلامة من الاضطراب.

ب- اعتبارات راجعة إلى المعنى.

1- الإثبات.

2- التّمام.

3- البيان.

4- اليقين.

جـ- اعتبارات راجعة إلى مقياس خارجي:

موافقة القرآن.

إجماع العلماء.

مصطلحات للبيهقي في السنن الكبرى:

إذا قال البيهقي: أبو عبد الله الحافظ, فهو الحاكم النيسابوري أبو عبد الله.

وإذا قال: أبو بكر بن إسحاق, فهو محمد بن إسحاق بن خزيمة الإمام.

وإذا قال: أبو أحمد, فهو ابن عدي عبد الله بن عدي الجرجاني.

وإذا قال: علي, أو علي بن عمر, فهو الإمام الدارقطني.

من خصائص السنن الكبير للبيهقي:

استيعابه لأحاديث الأحكام: فهو يعد موسوعة لأحاديث الأحكام.

تكراره للحديث: وذلك لفائدة فقهية, أو علوّ في الإسناد.

كما يعتبر كتاب “السنن الكبرى” من أهم المستخرجات على العديد من كتب السنة.

يعتبر أيضاً من المصادر المهمة لاشتماله على نسبة كبيرة من الشواهد والمتابعات.

وهو موسوعة كبيرة في فقه الصحابة والتابعين.

واشتمل أيضاً على جملة كبيرة من أحاديث الآداب والبر والسير والفضائل.

وحسبك بالبيهقي في هذا الباب, فهو أحد فرسان هذا العلم معرفةً بالرجال وبصراً بالعلل ، ومن ثم خرجت مادة الكتب منبعاً صافياً ومعيناً طاهرًا، وبهذا يكون الكتاب مرجعاً لأصحاب الحديث متكامل الجوانب كما أراده مؤلفه رحمه الله.

– مراجع الفقرة:”الصناعة الحديثية في السنن الكبرى للإمام البيهقي” تأليف: نجم عبد الرحمن خلف, “تدوين السنة” محمد مطر الزهراني ص (175-176), تلخيص كتاب الاستغاثة ط: السلفية ص (20)

عن موقع الجمعية العلمية السعودية للسنة و علومها

Share via
Copy link