الطب النبوي

الطب النبوي

الطب النبوي :
يعرف ابن خلدون علم الطب بأنه " صناعة تنظر في بدن الإنسان من حيث يمرض و يصح, فيحاول صاحبها حفظ الصحة و برء المرض بالأدوية و الأغذية, بعد ما تبين المرض الذي يخص كل عضو من أعضاء البدن, و أسباب تلك الأمراض التي تنشأ عنها, و ما لكل مرض من الأدوية..."
و بظهور الإسلام, نشأ ضرب جديد من الطب يسمى بالطب النبوي, يشتمل على مجموعة من الأحاديث الخاصة بالمرضى تحتوي على وصفات لعلاج بعض الأمراض و العلل. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء) . و ازدهر الطب في الدولة الإسلامية ازدهار كبيرا, و أنجب للبشرية علماء و فلاسفة و أطباء, يعترف العالم بفضلهم, أمثال : الحارث بن كلدة الثقفي, زينب الأودية, أبو بكر الرازي, ابن سينا, ابن نفيس, ابن رشد ابن زهر و غيرهم..إضغط على العنوان لقراءة المزيد أو مباشرة على الخانة للتحميل

About the Book

الطب النبوي –  ابن قيم الجوزية

كان من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل التداوي في نفسه ، والأمر به لمن أصابه مرض من أهله وأصحابه ، ولكن لم يكن من هديه ولا هدي أصحابه استعمال هذه الأدوية المركبة التي تسمى أقرباذين ، بل كان غالب أدويتهم بالمفردات ، وربما أضافوا إلى المفرد ما يعاونه ، أو يكسر سورته ، وهذا غالب طب الأمم على اختلاف أجناسها من العرب والترك ، وأهل البوادي قاطبة ، وإنما عني بالمركبات الروم واليونانيون ، وأكثر طب الهند بالمفردات . وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يعدل عنه إلى الدواء ، ومتى أمكن بالبسيط لا يعدل عنه إلى المركب .قالوا : وكل داء قدر على دفعه بالأغذية والحمية ، لم يحاول دفعه بالأدوية .

 والتحقيق في ذلك أن الأدوية من جنس الأغذية ، فالأمة والطائفة التي غالب أغذيتها المفردات ، أمراضها قليلة جداً ، وطبها بالمفردات ، وأهل المدن الذين غلبت عليهم الأغذية المركبة يحتاجون إلى الأدوية المركبة ، وسبب ذلك أن أمراضهم في الغالب مركبة ، فالأدوية المركبة أنفع لها ، وأمراض أهل البوادي والصحاري مفردة ، فيكفي في مداواتها الأدوية المفردة ، فهذا برهان بحسب الصناعة الطبية .

 وأين يقع هذا وأمثاله من الوحي الذي يوحيه الله إلى رسوله بما ينفعه ويضره ، فنسبة ما عندهم من الطب إلى هذا الوحي كنسبة ما عندهم من العلوم إلى ما جاءت به الأنبياء، بل ها هنا من الأدوية التي تشفي من الأمراض ما لم يهتد إليها عقول أكابر الأطباء، ولم تصل إليها علومهم وتجاربهم ، وأقيستهم من الأدوية القلبية ، والروحانية ، وقوة القلب ، واعتماده على الله ، والتوكل عليه ، والالتجاء إليه ، واللإنطراح والإنكسار بين يديه ، والتذلل له ، والصدقة ، والدعاء ، والتوبة ، والإستغفار ، والإحسان إلى الخلق ، وإغاثة الملهوف ، والتفريج عن المكروب ، فإن هذه الأدوية قد جربتها الأمم على اختالف أديانها ومللها ، فوجدوا لها من التأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علم أعلم الأطباء ، ولا تجربته ، ولا قياسه .

Share via
Copy link