تبيين كذب المفتري على الإمام أبي الحسن الأشعري

تبيين كذب المفتري على الإمام أبي الحسن الأشعري

تبيين كذب المفتري على الإمام أبي الحسن الأشعري: ثقة الدين أبوالقاسم ابن علي ابن عساكر -ولد بدمشق سنة 499 و توفي سنة 571 تفقه في الدين في حداثته بدمشق مع الفقيه أبي الحسن السلمي سمع سنة 505 من أبي القاسم النسيب صاحب الفوائد العشرين. و قوام بن زياد و أبي الحسن الوازني وأبي الحسن القيس وعبد الكريم بن حمزة و غيرهم.رحل الى بغداد سنة 520 و لزم فيها التفقه و الدروس النظامية و سمع من أبا القاسم الحصن و أبا الحسين الينوري و غيره و قصد مكة فسمع من عبد الله بن محمد العزال و رزين ابن معاوية العبدري و انتقل الى المدينة فسمع من أبي الفتوح عبد الخلاق الأنصاري الهروي و توجه الى الكوفة فسمع عمر بن ابراهيم الزيتي ثم عاد الى بغداد سنة 533 و منها الى دمشق يحدث و يملي و يصنف الى آخر عمره عدد شيوخه 1300 و 80 امرأة تلاميذه: أبو العلاء الهمداني, أبو البركات ابن عساكر و أبو نصر الشيرازي و غيرهم

About the Book

– تبيين كذب المفتري على الإمام أبي الحسن الأشعري: ثقة الدين أبوالقاسم  ابن علي ابن عساكر

إضغط على العنوان للتصفح أو التحميل

ذكر أبو القاسم حجاج بن محمد الطرابلسي, قال سألت أبا بكر اسماعيل بن أبي محمد بن اسحاق الأزدي القيرواني المعروف بابن عزة, عن أبي الحسن الأشعري فقلت له: قيل لي عنه أنه كان معتزليا و أنه رجع عنه ذلك ايفني للمعتزلة نكتا لم ينقضها. فقال له: الأشعري شيخنا و إمامنا و من عليه معولنا أقام مذاهب المعتزلة أربعين سنة. ثم غاب عن الناس في بيته خمسة عشر يوما فبعد ذلك خرج الى الجامع فصعد المنبر و قال: معاشر الناس, إني إنما تغيبت عنكم في هذه المدة لأني نظرت فتكفأت عني الأدلة و لم يترجح عندي حق على باطل و لا باطل على حق, فاستهديت الله تبارك و تعالى فهداني الى اعتقاد ما ودعته في كتبي و انخلعت من جميع ما كنت أعتقده كما انخلع ثوبي هذا. و انخلع من ثوب كان عليه و دفع الكتب الى الناس فمنها كتاب ((اللمع)) و كتاب أظهر فيه عوار المعتزلة سماه ((كشف الأسرار و هتك الأستار)) و غيرها. و لما قرأت تلك الكتب أهل الحديث و الفقه, أهل السنة و الجماعة, أخدوا بما فيها و انتحلوه إماما حتى نسب مذهبهم إليه. فصار الأشعري أعدى الخلق الى المعتزلة, فهموا يشيعون عليه الأشانيع و نسبون إليه الأباطيل.

فإن قيل كيف يبرأ من البدعة من كان رأسا فيها, فهل يثبت لله صفات من كان دهره ينفيها و هل رأيتم بدعيا رجع عن اعتقاد البدعة. و قيل إن توبة البدعي غير مقبولة و فيئته الى الحق بعد الى الضلال ليست بمأمونة. قلنا هذا قول عرى من البرهان و قائله بعيد عن التحقيق عند الامتحان. بل التوبة مقبولة من كل من تاب و العفو من الله مأمول عن كل من أناب.

فإن البدعة لا تكون أعظم من الشرك  و من ادعى ذلك فهو من أهل الإفك و مع ذلك فيقبل إسلام الكتابي و المرتد و الكافر الأصلي فكيف يستحيل عندكم قبول توبة المبتدع و قد قال الله عز و جل ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ)) . فإذا كان يقبل الرجوع من الشرك الذي يغفره , فكيف لا يغفر توبة مبتدع لا شرك فيه و يكفره . و أكثر العلماء من أهل التحقيق على القول بقبول توبة الزنديق…(ص.39-41)

.

Share via
Copy link