هل المسلم ملزم باتباع مذهب معين من المذاهب الأربعة

هل المسلم ملزم باتباع مذهب معين من المذاهب الأربعة

هل المسلم ملزم باتباع مذهب معين المذاهب الأربعة - الشيخ محمد سلطان المعصومي -هذه الرسالة من أنفس ما كُتِبَ عن الإجتهاد والتقليد، وسبب تأليفها هو ما ذكره المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ في مقدّمتها قائلاً: إنه كان ورد علي ّ سؤال من مسلمي اليابان من بلدة ( طوكيو ) و ( أوزاكا ) في الشرق الأقصى؛ حاصله: ما حقيقة دين الإسلام؟ ثم ما معنى المذهب؟ وهل يلزم على من تشرف بدين الإسلام أن يتمذهب على أحد المذاهب الأربعة؟ أي أن يكون مالكيا أو حنفيا, أو شافعيا, أو حنبليا, أو غيرها أو لا يلزم؟ لأنه قد وقع اختلاف عظيم ونزاع وخيم حينما أراد عدة أنفار من متنوّري الأفكار من رجال اليابان أن يدخلوا في دين الإسلام ويتشرفوا بشرف الإيمان فعرضوا ذلك على جمعية المسلمين الكائنة في طوكيو فقال جمع من أهل الهند ينبغي أن يختاروا مذهب الإمام أبي حنيفة لأنه سراج الأمة، وقال جمع من أهل أندونيسيا يلزم ان يكون شافعيا. فلما سمع اليابانيون كلامهم تعجبوا وتحيروا فيما قصدوا وصارت مسألة المذاهب سدا في سبيل إسلامهم، كانت الرسالة هي الجواب.

About the Book

هل المسلم ملزم باتباع مذهب معين من المذاهب الأربعة – الشيخ محمد سلطان المعصومي 

رابط الكتاب للتصفح او التحميل….. 

1-بين يدي الكتاب:

يقول الشيخ محمد سلطان المعصومي:

         “فمن أراد أن يدخل في دين الإسلام و يتشرف بشرف الإيمان, فما عليه إلا أن يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و يقيم الصلوات الخمس و يؤتي الزكاة و يصوم رمضان و يحج البيت الحرام لم استطاع إليه سبيلا.

         وأما اتباع مذهب من المذاهب الأربعة أو غيرها, فليس واجب و لا منذوب, وليس على المسلم أن يلتزم وادا منها بعينه, بل من التزم واحدا بعينه في كل مسألة فهو متعصب مخطئ مقلدا تقليدا أعمى و هو ممن فرقوا دينهم وصاروا شيعا و قد نهى الله تعالى عن التفرق في الدين فقال تعالى:إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ-الأنعام 159 وقال تعالى:  وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ 31 مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ-32 -الروم. 

فدين الإسلام دين واحد, لا مذاهب فيه و لا طرق يجب اتباعها إلا طريق محمد رسول الله صلى  الله عليه وسلم و هديه. قال تعالى : قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ -108-يوسف و هذه المذاهب قد كثر فيها التنازع من القلدين لها بغير علم…أساس دين الله إنما هو العمل بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم, هذا هو دين الإسلام الحق و أصله و اساسه الكتاب و السنة فيهما المرجع في كل ما تنازع فيه المسلمون…

         ولم يقل أحد من الأئمة اتبعوني فيما ذهب إليه بل قالوا خذوا من حيث أخذنا, على أن هذه المذاهب أضيف إليها كثير من أفهام القرون المتأخرة و فيها كثير من الغلط و المسائل الافتراضية التي لو رآها أحد من الأئمة التي نسبت إلى مذاهيهم لتبرؤوا منها… و كل واحد منهم يحذر من البدعة في الدين و من التقليد لغير المعصوم, والمعصوم إنما هو رسول الله ثلى الله عليه وسلم…”

Share via
Copy link