الصراط المستقيم
قال الثوري ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، قال : الصراط المستقيم . كتاب الله ، وقيل : هو الإسلام .
وقال الضحاك ، عن ابن عباس ،قال : قال جبريل لمحمد ، عليهما السلام : قل : يا محمد ، إهدنا الصراط المستقيم . يقول : إهدنا الطريق الهادي ، وهو دين الله الذي لا عوج فيه[1].
قال ابن القيم : و القول الجامع في تعريف الصراط المستقيم, هو الطريق الذي نصبه الله لعباده على ألسنة رسله وجعله موصلاً لعباده إليه ولا طريق لهم سواه وهو إفراده بالعبودية وإفراد رسله بالطاعة وهو مضمون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله … وهذا هو الهدى ودين الحق وهو معرفة الحق والعمل به وهو معرفة ما بعث الله به رسله والقيام به.[2]
قال تعالى :
إهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ{6} الفاتحة
إهدنا الطريق الهادي، وهو دين الله الذي لا عوج فيه. قال ابن الحنفية في قوله تعالى -الآية- هو دين الله، الذي لا يقبل من العباد غيره. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : إهدنا الصراط المستقيم ، قال : هو الإسلام[3].
وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {153} الأنعام.
وخير تفسير لهذه الآية, حديث روي عن النواس بن سمعان صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ضرب الله مثلا صراطا مستقيما على كتفي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة . وعلى الصراط داع يدعو يقول, يا أيها الناس اسلكوا الصراط جميعا ولا تعوجوا,وداع يدعو على الصراط, فإذا أراد أحدكم فتح شيء من تلك الأبواب, قال ويلك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه . فالصراط الإسلام والستور حدود الله والأبواب المفتحة محارم الله[4] والداعي الذي على رأس الصراط, كتاب الله والداعي من فوق, واعظ الله يذكر في قلب كل مسلم.[5]
عن النعمان بن بشير قال، سمعت رسول الله يقول: الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس, فمن اتقي المشبهات إستبرأ لدينه وعرضه, ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه . ألا وإن لكل ملك حمى, ألا إن حمى الله في أرضه محارمه, ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله, وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.[6]
——————————————–
تفسير ابن كثير [1]
[2] بدائع الفوائد شمس الدين ابن القيم 2/40
تفسير ابن كثير[3]
أوامر الله ونواهيه[4]
المستدرك عن الصحيحين النيسابوري.245-ج1/144 [5]
صحيح البخاري ح.52-ج1/29[6]