التربية الحسنة
صفات عباد الرحمن: التربية الحسنة
إن صلاح المجتمع و صلاح الأمة الإسلامية من صلاح الفرد , و كل المعاملات و السلوكات البشرية تبدأ من حسن أو سوء الخلق. ومن هنا تكمن أهمية الاهتمام بالنشء في تربيته, تربية حسنة, و بمساره في المجتمع, ينتهي به لأن يكون رجل الغد : الصالح منه, والمثقف, و الطبيب, و الصانع و العالم…, النافعين لبلدهم و للأمة الإسلامية جمعاء.
والتربية الإسلامية هي تنمية جميع جوانب الشخصية الإسلامية الفكرية والعاطفية والجسدية والاجتماعية، وتنظيم سلوكها على أساس من مبادئ الإسلام وتعاليمه، بغرض تحقيق أهداف الإسلام في شتى مجالات الحياة.[1]
و مسؤولية تربية الطفل , تقع على الآباء أولا, ثم المدرسة, التي لها أثر كبير في صقل خلق الطفل و تربيته تربية حسنة, ليصبح فردا صالحا, لا طالحا .
ثم يأتي إسهام العلماء و المجتمع في تربية الطفل تربية إسلامية صحيحة, ليكون في المستقبل إنسانا متوازنا, يملك من القيم الإسلامية الصحيحة, ماتمكنه بعد ذلك, من التغلب على سلبيات المجتمع عندما يخرج لمواجهته, و ليكون قادرا على نفع دينه و وطنه.
وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه..[2]. وهذا نص على مسؤولية الأسرة في المحافظة على فطرة الأبناء وصيانتها من الانحراف.
ومنذ صغره, علينا أن نعلمه كيفية أداء الصلاة و نبدأ بترسيخ العقيدة لديه، والأخلاق الإسلامية السمحة، كالصدق، والتقدير، والرفق … إلى غير ذلك.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين، فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها.[3]
ويحتاج الطفل إلى أن يكون محل محبة أبويه وعطفهم و أن نعامله برحمة و برفق, كما ذكر في حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا, فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً. فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم قال: من لا يرحم لا يُرحم[4].
وعن عائشة رضي الله عنها, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه.
وعلى الأبوين تعليم الطفل القرآن الكريم و سير الأنبياء و الصحابة ليقتدي بهم, و تعويده على طاعة والديه, و إبعاده عن الصحبة السيئة. وعليهما أيضا, أن يكونا القدوة الحسنة لطفلهم, في الإتسام بالأخلاق الفاضلة, و أداء شعائر الدين. و أن يحرصا على معاملة الأطفال بعدل. و عليهما العمل أيضا, على تشجيع الطفل, على كل ما من شأنه أن يقوي لديه المعارف التي تنفعه, من علوم و رياضة…و غيرها.
——————————————-
المعجم الوسيط. ط2-1972[1]
صحيح البخاري 1358[2]
صحيح أبي داود الألباني 495 [3]
صحيح البخاري 5997[4]