القضاء والقدر
الإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الدين، وقاعدة من قواعد الإيمان برب العالمين.
و هو التصديق الجازم بأن كل ما يقع من خير وشر فهو بقضاء الله وقدره، وأن جميع ما يجري في الأفاق والأنفس من خير وشر فهو بتقدير الله لقوله :
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {49} القمر.
وأن ما شاء الله كان، وما لم يشاء لم يكن، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطائك لم يكن ليصيبك.
عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قدر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.[1]
عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه, قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما, ثم يكون علقة مثل ذلك, ثم يكون مضغة مثل ذلك, ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات, فيكتب عمله, وأجله, و رزقه, وشقي أم سعيد, ثم ينفخ فيه الروح, فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع, فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة. وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع, فيسبق عليه الكتاب, فيعمل بعمل أهل النار, فيدخل النار. [2]
عن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنهما, قال رسول الله صلى الله عليه :من سعادة ابن آدم استخارته الله, ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله, و من شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله عز وجل.[3]
عن عائشة رضي الله عنها, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب, الزائد في كتاب الله تعالى, والمكذب بأقدار الله, والمتسلط بالجبروت ليذل من أعز الله ويعز من أذل الله, والمستحل لحرم الله, والمستحل من عترتي ما حرم الله, والتارك لسنتي[4].
وفي حديث عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك بشيء إلا كتبه الله عليك، جفت الأقلام ورفعت الصحف [5] و في حديث بصيغة أخرى – واعْلَمْ أن ما أصابك لم يَكُنْ ليُخْطِئَكَ وما أخطأك لم يَكُنْ ليُصيبَكَ , واعْلَمْ أن النصرَ مع الصبرِ , وأن الفرجَ مع الكَرْبِ , وأن مع العُسْرِ يُسْرًا[6]
قال الحسن البصري : من لا يؤمن بالله و قضائه وقدره فقد كفر, و من حمل ذنبه على الله فقد كفر.[7]
———————————————-
سنن الترمذي ح.2156-ج4/458[1]
صحيح البخاري 3332[2]
الجامع الصغير السيوطي ح.8252-ج 6[3]
المستدرك على الصحيحين ح.3941-ج2/572[4]
صحيح الجامع الألباني 7957[5]
المحدث العجلوني –كشف الخفاء 1/366 بإسناد حسن[6]
أئمة الفقه التسعة عبد الرحمن الشرقاوي ص19[7]