الربا
الربا هي الزيادة في شيء مخصوص، وهو مشتق من الزيادة.والربا الذي حرّمه الإسلام نوعان:
– ربا النسيئة:وهو المعمول به في الجاهلية ومعناه الزيادة في الدين مقابل الزيادة في الأجل، وهذا الذي كان شائعا في الجاهلية، وهو ما يعمل اليوم في البنوك الربوية, فيما يسمى بالفائدة.
قال ابن جرير الطبري رحمه الله: إن الرجل في الجاهلية يكون له على الرجال مال إلى أجل، فإذا حلّ الأجل طلبه من صاحبه فيقول الذي عليه الدين أخّر عني ديْنَك وأزيدك على مالك، فيفعلان ذلك، فذلك هو الربا أضعافًا مضاعفة، فنهاهم الله عز وجل في إسلامهم عنه.
– ربا الفضل: وهو الذي وضحته السنّة النبوية المطهرة، وهو أن يبيع الشيء بنظيره مع زيادة أحد العوضين على الآخر، مثاله: أن يبيع كيلًا من القمح بكيلين من قمح آخر، أو رطلًا من العسل من نوع ما برطل ونصف من العسل من نوع آخر, إلى غير ذلك.
قال تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {130} وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ {131}آل عمران .
نهى الله تعالى عباده المؤمنين عن تعاطي الربا وأكله أضعاف مضاعفة, و أمرهم بالتقوى, ثم توعدهم بالنار وحذرهم منها إن لم ينتهوا.
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {275}البقرة .
قال ابن عباس في تفسير ابن كثير : يبعث الله آكل الربا يوم القيامة مجنون يختنق.فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ , لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم, يوم فتح مكة,في حديث رواه جابر ابن عبد الله رضي الله عنه : ألا إن كل ربا كان في الجاهلية موضوع عنكم كله، لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون، وأول ربا موضوع ربا العباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله[1]
في حديث رواه ابن ماجة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ظهر في قوم الربا, إلا ظهر فيهم الجنون، ولا ظهر في قوم الزنا, إلا ظهر فيهم الموت، وما بخس قوم الكيل والوزن, إلا منعهم الله القطر[2].
عن جابر رضي الله عنه، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله و كاتبه و شاهديه.[3]
عن ابن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده, ليبيتن أناس من أمتي على أشر[4] وبطر[5] ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم واتخاذهم القينات[6] وشربهم الخمر وبأكلهم الربا ولبسهم الحرير.[7]
—————————————-
تفسير ابن كثير[1]
الكبائر الذهبي- رواه ابن ماجة و البراز و البيهقي (المنذري)[2]
صحيح مسلم 955[3]
جحود و كفران النعمة[4]
غطرسة[5]
الخليلات[6]
الترغيب و الترهيب المنذري 255/3[7]