الرشوة وأكل أموال الناس بالباطل
الصفات المذمومة – الرشوة و أكل أموال الناس بالباطل
قال تعالى
وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {188} البقرة.
قال القرطبي في شرح هذه الآية, لا يأكل بعضكم مال بعض بغير حق. فقد أكله بالباطل, كأن يقضي لك القاضي, وأنت تعلم أنك مبطل .فالحرام لا يصير حلالا بقضاء القاضي, لأنه لا يقضي إلا بالظاهر.
إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً[1] إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً[2] {10} النساء .
وهذا أعظم وعيد ورد في الذنوب، يدل على شناعة أكل أموال اليتامى وقبحها، وأنها موجبة لدخول النار، فدل ذلك أنها من أكبر الكبائر.
وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ[3] … {34} الإسراء .
ومن لطفه ورحمته تبارك و تعالى باليتيم, حيث أمر أولياءه بحفظه وحفظ ماله والحرص على تنميته، إلى أن يبلغ اليتيم سن الرشد .
و في حديث رواه أبو حميد الساعدي رضي الله عنه قال: إستعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد ، يقال له ابن اللتبية, على الصدقة، فلما قدم قال : هذا لكم وهذا أهدي لي . قال : فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه ، فينظر يهدى له أم لا ؟, والذي نفسي بيده، لا يأخذ أحد منه شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاه يتعر. ثم رفع بيده حتى رأينا عفرة إبطيه : اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت . ثلاثا .(صحيح البخاري -2597)
ولقد شمل التحريم في الرشوة أركانها الثلاثة، وهم: الراشي والمرتشي والرائش: وهو الوسيط بينهما، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لعن الراشي والمرتشي والرائش– رواه العجلوني -كشف الخفاء-2/186- بإسناد حسن,(حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ). وفي حديث آخر بلفظ مختلف, قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي.[4]
قال ابن مسعود رضي الله عنه : الرشوة في الحكم كفر, وهي بين الناس سحت.[5]
عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه : اجتنبوا السبع الموبقات , قيل يا رسول الله : وما هن, قال : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف, وقدف المحصنات الغافلات المؤمنات.[6]
———————————————–
بغير حق[1]
نارا شديدة يحترقون بها[2]
منتهى قوته في حفظ ماله و رشده[3]
سنن الترمذي الراوي: عبد الله بن عمر- 1337[4]
الترغيب و الترهيب المنذري3/195 [5]
صحيح أبي داود الألباني 2874[6]