الزنا
يعتبر الزنا من أكبر الكبائر و هي رذيلة ترتكب في حق الشرف والعرض والفضيلة، ينتج عنها اختلاط الأنساب، وتخريب البيوت،وانهيار المجتمع، وضياع الأطفال والحياة الزوجية. والنسل الصالح من أهم مقومات المجتمع الإسلامي.
قال ابن القيم الجوزية : والزنا يجمع خلال الشر كلها؛ من قلة الدين، وذهاب الورع، وفساد المروءة، وقلة الغيرة… ومن موجباته غضب الرب بإفساد حرمه وعياله.[1]
قال تعالى
سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {1} الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ {2} الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ {3} النور.
لقد أنزل الله تعالى سورة فرضها, تنبيها للاعتناء بها, وأنزل فيها آيات بينات واضحة, فبين فيها الحلال والحرام, والأمر والنهي والحدود.
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما, قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمنٌ،ولا يسرقُ السارقُ حين يسرقُ وهو مؤمنٌ[2]
عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله علبه وسلم : ما تقولون في الزنا,قالوا حرمه الله ورسوله, فهو حرام إلى يوم القيامة,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم, لآن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره….[3]
و لقد ظهرت في العالم منذ العشرات من السنين أمراض فتاكة كالإيدز… وغيرها, بسب تفشي الزنا والفواحش على الملأ من خلال انتشارالأفلام الهابطة وأغاني الفيديو- كليب الساقطة، والصور الخليعة في التلفزيون والأنترنيت ووسائل الإعلام المقروءة, بحيث صار يتباهى بارتكاب الزنا وأصبح الجنس والغريزة أدباً وفناًَ…
ولقد نهى الإسلام عن كل أنواع الزنا ، سراً كان أو جهراً و سواء كان احترافاً أو مجرد نزوة عابرة من مسلمة أو غير مسلمة ، كما نهى أيضاً عن الخطوات التي تسبقه و تؤدي إليه من نحو المخادنة و المصادقة ، و حرم الخضوع بالقول و سفر المرأة بدون محرم وغير ذلك من الأمور التي شرعها الإسلام لصيان الأعراض والأفراد والمجتمعات من هذه الجريمة النكراء. و كان عمر بن عبد العزيز يقول : لا يخلون رجل بامرأة و إن كان يحفظها القرءان ، فلا يعتد بالنوايا الطيبة فمعظم النار من مستصغر الشرر ، ولابد في هذا وغيره من صحة العمل .
والشذوذات التي تزكم الأنوف كثيرة… [4] ولقد بلغت الوقاحة و الجرأة ببعض الدول الغربية مبلغاً جعلتهم يقننون اللواط وزواج المثليين…
عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما, عنه قال : أقبل علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا معشرَ المهاجرين خمسُ خِصالٍ إذا ابتليتم بهنَّ وأعوذُ باللهِ أن تدركوهنَّ لم تظهَرِالفاحشةُ في قومٍ قطُّ حتَّى يُعلِنوا بها إلَّا فشا فيهم الطَّاعون والأوجاعُ الَّتي لم تكُنْ مضت في أسلافِهم الَّذين مضَوْا ولم ينقُصوا المكيالَ والميزانَ إلَّا أُخِذوا بالسِّنين وشدَّةِ المؤنةِ وجوْرِ السُّلطانِ عليهم ولم يمنَعوا زكاةَ أموالِهم إلَّا مُنِعوا القطْرَ من السَّماءِ ولولا البهائمُ لم يُمطَروا ولم يَنقُضوا عهدَ اللهِ وعهدَ رسولِه إلَّا سلَّط اللهُ عليهم عدوًّا من غيرِهم فأخذوا بعضَ ما في أيديهم وما لم تحكُمْ أئمَّتُهم بكتابِ اللهِ تعالَى ويتخيَّروا فيما أنزل اللهُ إلَّا جعل اللهُ بأسَهم بينهم.[5]
———————————
روضة المحبين ابن القيم الجوزية[1]
صحيح البخاري 6782[2]
الترغيب و الترهيب المنذري 3/318[3]
الزنا من أكبر الكبائر د. سعيد عبد العظيم- موقع إسلام ويب [4]
الترغيب و الترهيب المنذري 3/29[5]