الشرك
عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك في حديث رواه ابن مسعود رضي الله عنه, قال:(( سأَلتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أيُّ الذَنْبِ أعظمُ عِندَ اللهِ ؟ قال : أن تَجعَلَ للهِ نِدًّا وهو خلَقَك …))[1]
قال تعالى :
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ -لقمان-13
أوصى لقمان عليه السلام ابنه بأن يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا ، ثم قال محذرا له : ( إن الشرك لظلم عظيم )
المشرك يصرف عبادته وتعظيمه لغير الله سبحانه وينكرأن الله هو الذي خلقه ،وهو الذي بيده ملكوت السماوات و الأرض وهو الذي يرزقه ، وهو الذي أحياه ، وهو الذي يميته ، وبيده كل النعم ، والمنن التي تحيط بالإنسان …
قال تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً {48}النساء
فالله تعالى لا يغفر لمن أشرك به أحدًا من مخلوقاته، و يتجاوز ويعفو عمَّا دون الشرك من الذنوب، لمن يشاء من عباده، ومن يشرك بالله غيره فقد اختلق ذنبًا عظيمًا.
إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ {72} المائدة.
وحيث أن الإشراك بالله ظلم عظيم، فقد حرم الله على المشرك الجنة، وجعل النار مُستَقَرَّه، وليس له ناصرٌ يُنقذُه منها.
وعن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الظلم ثلاثة, فظلم لا يغفره الله, وظلم يغفره الله, و ظلم لا يتركه, فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك, قال تعالى :إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ {13}لقمان, وأما الظلم الذي يغفره فظلم العباد فيما بينهم وبين ربهم, وأما الظلم الذي لا يتركه, فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدين لبعضهم من بعض.[2]
عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجتنبوا السبع الموبقات, قالوا يا رسول الله وما هي, قال الشرك بالله, والسحر, وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق, وأكل الربا, وأكل مال اليتيم, والتولي يوم الزحف, وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات.[3]
وروي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما الكبائر قال : الإشراك بالله قال : ثم ماذا قال : ثم عقوق الوالدين قال : ثم ماذا قال : ثم عقوق الوالدين قال : ثم ماذا قال: اليمين الغموس قلت : وما اليمين الغموس قال : الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب.[4]
وهناك شرك من نوع آخر, وهو الشرك الأصغر, قد لا يخرج من الملة, إلا أن صاحبه قد أرتكب ذنباً عظيماً: ويدخل في هذا الباب, الحلف بغير الله والرياء, يجب على المسلم أن يتوب إلى الله منهما.
قال تعالى :
فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا- الكهف 110
من كان يرجوا رؤية ربه فلا يرائي بعمله, بل يعمله خالصا لوجه الله تعالى.
وإن من أعظم أسباب انتشار الشرك بين المسلمين الجهل بما يجب لله من التوحيد. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصاً على بيان التوحيد الخالص ، وحريصاً على بيان الشرك وقطع أسبابه.حيث قال : إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا : و ما الشرك الأصغر يا رسول الله ? قال : الرياء, يقول الله عز و جل إذا جزى الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء.[5]
——————————-
صحيح البخاري-7520[1]
صحيح الجامع الألباني 3961[2]
صحيح البخاري 6857[3]
صحيح البخاري ح.6920 [4]
الترغيب و الترهيب المنذري 52 /1[5]