الطيرة
الطيرة مأخوذة من التطير, وهو التشاؤم بكل مسموع أو مرئي أو معلوم.
قال تعالى:
قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ النَّمل : 47
قال قوم صالح: تَشاءَمْنا بك وبمن معك ممن دخل في دينك، قال لهم صالح: ما أصابكم الله مِن خير أو شر فهو مقدِّره عليكم ومجازيكم به، بل أنتم قوم تُخْتَبرون بالسراء والضراء والخير والشر.
فَإذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ الأعراف : 131
فإذا جاء فرعونَ وقومَه الخِصْبُ والرزقُ قالوا: هذا لنا بما نستحقه، وإن يُصِبْهم جدب وقحط يتشاءموا، ويقولوا: هذا بسبب موسى ومَن معه. ألا إنَّ ما يصيبهم من الجدب والقحط إنما هو بقضاء الله وقدره، وبسبب ذنوبهم وكفرهم، ولكن أكثر قوم فرعون لا يعلمون ذلك؛ لانغمارهم في الجهل والضلال.
قَالُوا إنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ.18 يس
قال أهل القرية: إنا تَشَاءَمْنا بكم، لئن لم تكُفُّوا عن دعوتكم لنا, لنقتلنكم، وليصيبنكم منَّا عذاب أليم.
الخير والشرّ ، واليُمن والشؤم ، والخصب والجدب ، والحسنات والسيئات كلّها من عند اللّه تعالى ؛ أي بما يقدّره على عباده بسبب أعمالهم لا بما يتوهّمونه ويتطيّرون به ؛ ولهذا أضاف ما أصابهم لنفسه إضافة تقدير وخلق ، وأضافه إليهم إضافة سبب وفعل .[1]
عن ابن مسعود رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الطيرة شرك, الطيرة شرك, الطيرة شرك, وما منا إلا, ولكن الله يذهبه بالتوكل.[2]
عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال صلى الله عليه وسلم : لَا طِيَرَةَ, وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ. قَالَ : ومَا الْفَأْلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ .[3]
من كان مشتغلا بالطيرة قابلاً لها, تفتحت له أبواب الوساوس فيما يسمعه ويراه ويعطاه, ويفتح له الشيطان فيها من المناسبات البعيدة والقريبة في اللفظ والمعنى ما يفسد عليه دينه وينكد عليه عيشه. فربما يجعله يتطير بشخص ولو كان من الأقارب أو من عباده الله المتقين أو ببعض الأماكن أو الأوقات. والواجب على المؤمن والمؤمنة أن يتخلص من الطيرة, بالتوكل على الله تعالى, و بعدم الالتفات للطيرة و الإيمان بأنها لا تضر و لا تنفع.
وكفارة التطير, وردت في حديث عبد الله ابن عمر,عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك, قالوا يا رسول الله : ما كفارة ذلك, قال : أن يقول أحدكم : اللهم لا خير إلا خيرك و لا طير إلا طيرك و لا إله غيرك[4]
——————————————–
نبذة من حكم التطير في القرآن و السنة عيسى السعدي (مقالة)[1]
الترغيب و الترهيب المنذري 105/4[2]
صحيح البخاري 5755 [3]
مسند الإمام احمد 10/12[4]