العين
الحسد والتحاسد مبعث الشرور والرذائل و سهامها القاتلة سبب في الإصابة بالعين.و الإصابة بالعين إعتلال للصحة النفسية يُبتلى بها من كان قلبه غافلاً عن الاشتغال بذكر الله.
قال تعالى
وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ[1] لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ {51} وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ {52}القلم.
بمعنى : يكاد الكفار حين سمعوا القرآن ليصيبونك -أيها الرسول- بالعين؛ لبغضهم إياك، لولا وقاية الله وحمايته لك، ويقولون: -حسب أهوائهم- إنه لمجنون. وما القرآن إلا موعظة وتذكير للعالمين.
عن جابر رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله عز و جل وقضائه وقدره بالنفس ,يعني العين.[2]
عن ابن عباس رضي الله عنهما, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
العين حق, ولو كان شيء سابق القدر سبقت العين, وإذا استغسلتم فاغسلوا .[3]
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري, قال : رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل ، فقال : والله ما رأيت كاليوم ، ولا جلد مخبأة ! قال : فلبط[4] بسهل ، فأتي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، فقيل له : يا رسول الله ! هل لك في سهل بن حنيف ؟ والله ما يرفع رأسه ! فقال : هل تتهمون له أحد ؟ ، قالوا : نتهم عامر بن ربيعة ، قال فدعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عامرا ، فتغلظ عليه ، وقال : علام يقتل أحدكم أخاه؟ ! ألا بركت ؟ ! اغتسل له ، فغسل له عامر وجهه ويديه ، ومرفقيه ، وركبتيه ، وأطراف رجليه ، وداخلة إزاره في قدح ، ثم صب عليه ، فراح مع الناس ؛ ليس به بأس[5] .
و كان الصحابة يأمرون العائن فيغسل أطرافه, كما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عامر ابن ربيعة –الحديث-، فتصب غسالته على المعيون فيشفى بإذن الله . و قد أمرهم النبي – صلى الله عليه وسلم – أن لا يمتنعوا عن الاغتسال إذا أريد منهم ذلك .
وروي عن هشام بن عروة عن أبيه أنه كان إذا رأى من ماله شيئا يعجبه أو دخل حائطا من حيطانه قال : وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا 39 فَعَسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ …40 الكهف .[6]
و هذا سيدنا يعقوب عليه السلام يأمر بنيه لما جهزهم مع أخيهم بنيامين إلى مصر ، في قوله تعالى وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ .. 67 يوسف, ألا يدخلوا كلهم من باب واحد ، وليدخلوا من أبواب متفرقة ، فإنه كما قال ابن عباس ، ومحمد بن كعب ، ومجاهد ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي : إنه خشي عليهم العين ، وذلك أنهم كانوا ذوي جمال وهيئة حسنة ، ومنظر وبهاء ، فخشي عليهم أن يصيبهم الناس بعيونهم; فإن العين حق ، تستنزل الفارس عن فرسه .[7]
عن أبي سعيد الخدري, قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان و عين الإنس, فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سوى ذلك.[8]
عن أبي سعيد الخدري ,قال : اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأتاه جبريل فقال يا محمد اشتكيت. قال :نعم , قال : باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس وعين حاسدة, باسم الله أرقيك, والله يشفيك .[9]
—————————
يحسدونك لبغضهم إياك[1]
تخريج كتاب السنة الألباني 311[2]
صحيح مسلم 2188[3]
أصابه زكام ,لبط فلان أي صرعه أرضا [4]
تخريج مشكاة المصابيح الألباني 4487[5]
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح- علي ابن سلطان محمد القاري[6]
تفسير القرطبي[7]
صحيح النسائي الألباني 5509[8]
العلل الكبير البخاري 141[9]