يعتبر القمار في الاسلام من الكبائر و حرم لأنه يورث العداوة و البغضاء بين الناس.
وإذا كان القمار يمسى في الثراث العربي و الاسلامي بالميسر و النردشير و بالنرد, ففي الوقت الحاضر تغيرت الأسماء, وأخذت القمار أسماء جديدة براقة ومتنوعة, فهي -“اللوطو” و”التيرسي” و “الطوطو فوت” و المراهنة و المسابقات التلفزيونية و الألعاب الإلكترونية و ألعاب الطاولة (البوكير) وغيرها, تروج لها شركات ربوية, ودخلت في ثقافتنا بتسخير من المجتمع الذي نعيش فيه,وخربت عائلات, ومازالت بصريح الآية الكريمة –رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَان.ِ
والمقامر المغلوب, و إن رضي في ظاهره, فإنه يسكت بحقد و عداوة شديدة على غالبه. و الخسارة الناتجة عن لعب القمار تدفع الخاسر الى المعاودة لعله يربح و يعوض ما خسره في المرة القادمة, و يدعوه الربح العابر الى نشوة و فرح, تأدي به الى الادمان.فيضطر الخاسر للسرقة أو لبيع دينه و عرضه و وطنه للحصول على المال ليقامر من جديد, بحثا عن ربح كالسراب, لا يتحقق أبدا. لهذا كله يعتبر القمار أو الميسر كارثة على الفرد و المجتمع سواء.
قال تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِر[1] وَالأَنصَابُ[2] وَالأَزْلاَمُ[3] رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {90} إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ {91}المائدة .
و هذا قول الله تعالى لعباده المؤمنين ينهاهم عن تعاطي الخمر و القمار, لكونه عمل خبيث من عمل الشيطان, ليلقي بينهم العداوة والبغضاء, من خلال تعاطيه, ويصرفهم عن ذكر الله وعن الصلاة.
عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لعب بالنردشير[4] فكأنما صبغ يده في لحم الخنزير ودمه .[5]
عن أبو سعيد الخدري رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لعب بالنرد[6] فقد عصى الله ورسوله .[7]
———————————————-
القمار[1]
الأوثان[2]
قداح معروفة في الجاهلية, تضرب على الثمار و الأموال[3]
النرد[4]
صحيح مسلم 2260[5]
ما يعرف بالدومنو[6]
صحيح ابن حبان 5872[7]