الكبر
الكبر والتكبر والغطرسة هي الإعجاب بالنفس, المؤدية إلى احتقار الناس والترفع عليهم. و هي أثر من آثار العجب والافتراء من قلب قد أمتلأ بالجهل والظلم و ترحلت منه العبودية. و المتكبر إنسان يشعر بالنقص, لا يرى لأحد عليه حقا, ويرى حقوقه على الناس ولا يرى فضلهم عليه.
قال تعالى
وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ {27} غافر.
لما قال فرعون ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى, قال موسى إني استجرت واعتصمت بالله من كل متكبر عن الحق سبحانه.
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ[1] وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ {34} البقرة
و لما أمر الله عزو جل الملائكة بالسجود لآدم تحية و تعظيما, لا سجود عبادة, سجدوا إلا إبليس امتنع بالسجود لآدم, واستكبر فأصبح من الكافرين.
قال الله تبارك وتعالى :
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ {13} الأعراف .
فقال اللّه عز وجل لإبليس, اهْبِطْ من الجنة, فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا لأنها لا تليق بأخبث خلق اللّه وأشرهم .فَاخْرُجْ منها إِنَّكَ مِنَ الأذلين المهانين.
والكبر لا يليق إلا بالله عز و جل, فعن أبي هريرة و ابن العباس رضي الله عنهما, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى: الكبرياء ردائي, والعظمة إزاري, فمن نازعني واحدا منهما, قذفته في النار.[2]
والكبر, قد يكون في النسب أو الجاه و قد يكون في العلم. و ليعلم من يتكبر أو يترفع عن الآخرين بجاهه أو بعلمه, فإنما يتخلق بخلق من أخلاق إبليس. والذي يتكبر على الناس, يكون مصيره أن يذله الله يوم القيامة.
عن جد عمرو بن شعيب عنه, قال رسول الله صلى عليه و سلم : يُحشرُ المتكبِّرونَ يومَ القِيامةِ أمثالَ الذَّرِّ في صُورِ الرِّجالِ ، يَغشاهُمُ الذُّلُّ منكلِّ مكانٍ ، فيُساقونَ إلى السِّجنِ في جهنَّمَ يُقالُ له : بُولَسُ، تعْلوهُمْ نارُ الأَنيارِ،يُسْقَوْنَ من عُصارةِ أهلِ النَّارِ: طِينَةِ الخَبالِ .[3]
عن سلمة ابن الأكوع عنه , قال رسول الله صلى الله عايه و سلم : لا يزالُ الرَّجلُ يذهبُ بنفسِه (أي يعلو و يعلو) حتَّى يُكتَبَ في الجبَّارين فيُصيبَه ما أصابهم [4]
وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر, ولا يدخل النار, يعني, من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان…[5]
عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : احتجت النار و الجنة,فقالت هذه : يدخلني الجبارون والمتكبرون, وقالت هذه : يدخلني الضعفاء و المساكين. فقال الله عز و جل لهذه : أنت عذابي أعذب بك من أشاء. و ربما قال : أصيب بك من أشاء, و قال لهذه : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء, و لكل واحدة منكما ملؤها .[6]
———————————————
امتنع و ترفع[1]
صحيح الجامع الألباني 4311[2]
صحي الترغيب و الترهيب-الألباني-2911 [3]
الترغيب و الترهيب-المنذري-صحيح-4/43 [4]
صحيح الترمذي الألباني 1999[5]
صحيح مسلم 2846[6]