الكلام فيما لا يرضي الله
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا, يرفع الله بها درجات. وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا, يهوى بها في جهنم.[1]
عن مالك رضي الله عنه, بلغه, أن عيسى ابن مريم كان يقول :
لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله, فتقسو قلوبكم, فان القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون, ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب, وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد, فإنما الناس مبتلى و معافى, فارحموا أهل البلاء, واحمدوا الله على العافية.[2]
عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت[3]
و في حديث مطول رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه, ذكرناه في مستهل الفصل الثاني, عن رسول الله صلى الله عليه, قال: … ألا أخبرك برأس الأمر, وعموده وذروة سنامه , قلت: بلى يا رسول الله, قال: رأس الأمر الإسلام, وعموده الصلاة, وذروة سنامه الجهاد ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك قلت: بلى يا رسول الله . فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا, قلت يا نبي الله, وإنا لمؤاخذون بما نتكلم, فقال: ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم, أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم[4].
فأكثر الناس منحرف في كلامه وسكوته بين هذين النوعين : فالساكتُ عن الحق شيطانٌ أخرس، عاصٍ لله، مراءٍ، مداهنٌ ، والمتكلم بالباطل شيطان ناطق، عاصٍ لله . وأهل الوسط كفّوا ألسنتهم عن الباطل، وأطلقوها فيما يرضي الله.[5]
قال أبو بكر الفارسي : من لم يكن الصمت وطنه فهو في الفضول, وان كان صامتا[6] والصمت ليس مخصوص على اللسان, ولكنه على القلب والجوارح كلها.[7]
———————————————–
ج5/2377 صحيح البخاري ح.6113[1]
ضعيف الترغيب الألباني 1719 إسناده ضعيف[2]
صحيح مسلم ح.47-ج1/68[3]
سنن الترمذي 2616[4]
اللسان نعمة و نقمة محمد بن عبد السلام الأنصاري (مقالة)[5]
و إن كان صامتا بلسانه لأنه يشير إلى مقصوده بيده أو بعينه أو بغيرهما[6]
الرسالة القشيرية ص 122[7]