الإيمان
صفات عباد الرحمن: الإيمان
إنّ الإيمان بالله أساس الدين، وأول واجب على الإنسان، إذ لا يصح إيمان أحد بشيء من أركان الإيمان وشعبه وسننه إلا بعد إيمانه بالحق تبارك وتعالى. فالإيمان بالله تعالى هو أساس جميع أعمال الإيمان؛ لذا يذكر الإيمان بالله تعالى متقدماً على بقية الأركان حين يذكر معها.
قال تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا [النساء:136].
يقول ابن كثير في تفسير الآية : يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بالدخول في جميع شرائع الإيمان وشعبه وأركانه ودعائمه ، وليس هذا من باب تحصيل الحاصل ، بل من باب تكميل الكامل وتقريره وتثبيته والاستمرار عليه . كما يقول المؤمن في كل صلاة : ( اهدنا الصراط المستقيم ) [ الفاتحة : 6 ] أي : بصرنا فيه ، وزدنا هدى ، وثبتنا عليه .
ويشمل الإيمان به وبرسوله ، بالكتاب الذي نزل على رسوله وبالكتب المتقدمة ثم قال ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد خرج عن طريق الهدى ، وبعد عن القصد كل البعد
ولقد شرع الله تبارك وتعالى في بيان وحدانية ألوهيته, بأنه تعالى هو المنعم على عبيده بإخراجهم من العدم إلى الوجود بقوله :يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {21}البقرة .
عن أبي هريرة قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما بارزا للناس ، إذ أتاه رجل يمشي ، فقال: يارسول الله, ماالإيمان؟ قال : الإيمان : أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه ،وتؤمن بالبعث الآخر . قال : يا رسول الله, ما الإسلام ؟ قال: الإسلام : أن تعبدالله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان . قال : يا رسول الله, ما الإحسان ؟ قال : الإحسان : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال : يا رسول الله, متى الساعة ؟ قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ، ولكن سأحدثك عن أشراطها : إذا ولدت المرأة ربتها ، فذاك منأشرطها ، وإذا كان الحفاة العراة رؤوس الناس ، فذاك من أشراطها ، في خمس لا يعلمهن إلا الله : { إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ}[1] . ثم انصرف الرجل ، فقال : ردوا علي . فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئا, فقال : هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم[2] .
عن العباس بن عبد المطلب ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذاق طعم الإيمان، من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا[3] .
عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الإيمان بضع وستون شعبة, والحياء شعبة من الإيمان[4]. ولقد فصل الإمام البيهقي كتابا قيما يفصل فيه 77 شعبة من الإيمان.إضغط على العنوان “الجامع لشعب الإيمان“
عن معاذ بن أنس رضي الله عنه, قال ,سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان قال : أن تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في ذكر الله. قال وماذا أيضا يا رسول الله قال : وأن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك .[5]
عن عبادة ابن الصمت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت.[6]
————————————-
سورة لقمان 34[1]
الجامع الصحيح البخاري 4777[2]
صحيح مسلم 34[3]
صحيح البخاري 9[4]
الترغيب و الترهيب المنذري -لا يتطرق إليه احتمال التحسين[5]
تفسير ابن كثير 8/35[6]